دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير الأربعاء جماعات المعارضة المتمردة إلى تبني الحوار والمصالحة، واصفا ذلك بأنه أمر حيوي للوحدة الوطنية مع استعداد البلاد للانتخابات في عام 2026.
جاء نداء كير خلال خطاب بمناسبة إعادة افتتاح البرلمان بعد عطلة دامت ستة أشهر. وحث فصائل المعارضة غير الموقعة على اتفاق السلام لعام 2018 على الانضمام إلى الحكومة بروح المصالحة وبناء الأمة، وعرض على الجماعات المسلحة الاندماج في الجيش الوطني.
وقال سلفاكير، للمشرعين والقادة الدينيين والدبلوماسيين وممثلي المجتمع المدني في الجمعية الوطنية بجوبا: “معاناة شعبنا يجب ألا تطول بسبب الرفض المستمر للحوار”.
كانت الحكومة قد انخرطت سابقا في محادثات مع فصيل من الجماعات المعارضة غير الموقعة لاتفاق السلام، بما في ذلك تحالف الشعب المتحد، بقيادة فاقان أموم. ومع ذلك، توقفت المفاوضات في فبراير في نيروبي – كينيا، بعد أن طلب الوفد الحكومي تأجيلا للتحضير للفترة الانتقالية الممتدة في 22 فبراير 2025.
وقال مارتن إيليا لومورو، مقرر وفد الحكومة في المحادثات، إن التوقف كان ضرورياً للتحضيرات اللوجستية في جوبا. لكن تحالف الشعب المتحد انتقد هذه الخطوة، متهماً الحكومة بالافتقار إلى الالتزام بالسلام.
واعترف كير أيضاً بأن المهام الرئيسية بموجب اتفاق السلام لعام 2018 لا تزال غير مكتملة، لكنه أكد التقدم في إنشاء المؤسسات وجهود حل النزاعات.
وفيما يتعلق بعدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد، قال كير، إنه حُلّ التوقف المؤقت في إنتاج النفط، الذي عطل مدفوعات الرواتب العامة والخدمات. ووجه نائب الرئيس للمجموعة الاقتصادية بإعطاء الأولوية لمتأخرات رواتب الموظفين المدنيين وقوات الأمن مع استعادة الخدمات الأساسية.
وأكد كير، مجددا التزام جنوب السودان بالتعاون الإقليمي، وشكر الشركاء الدوليين، بما في ذلك الترويكا “النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة” والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على دعمهم. ومع ذلك، طالب برفع العقوبات، واصفاً إياها بأنها “بالية وضارة”.
وأشار إلى تحسن العلاقات مع السودان بشأن قضايا الحدود والتجارة، وتعهد بمواصلة التعاون مع إثيوبيا وكينيا وأوغندا.
وسلطت رئيسة البرلمان جيما نونو كومبا، الضوء على تأثير تأخر الرواتب وضعف الخدمات العامة، وحثت الحكومة على اتخاذ إجراءات سريعة.
من جانبه ناشد الكاردينال ستيفن أميو مارتن مولا، رئيس أساقفة جوبا الكاثوليكي، القادة برفض الانقسام واحتضان الحوار بين مجتمعات جنوب السودان المتنوعة.
وقع كير ومنافسه، النائب الأول للرئيس رياك مشار، اتفاق سلام هش في عام 2018، وشكلا حكومة انتقالية لتقاسم السلطة. ومع ذلك، واجه الاتفاق تحديات في التنفيذ؛ بسبب عدم الثقة بين الزعيمين. ووصلت التوترات بين كير ومشار إلى أدنى نقطة في مارس عندما وضع كير مشار تحت الإقامة الجبرية، متهماً إياه بدعم المعارضين، كما اُعْتُقِل العديد من حلفاء مشار.