كارثة دارفور تتفاقم: نداء أممي عاجل لإنقاذ 106 آلاف نازح بعد سقوط الفاشر

نازحون سودانيون يجلسون عند خيام في دارفور بالسودان يوم 29 أكتوبر تشرين الأول 2025 في صورة ثابتة من فيديو لرويترز. تصوير: محمد جمال - رويترز

أعلنت الأمم المتحدة عن تدهور كارثي في الوضع الإنساني بشمال دارفور، مؤكدة أن الاحتياجات الإغاثية تفوق بكثير الموارد المتاحة، وذلك بعد شهر من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) بأن أكثر من 106,000 شخص نزحوا من الفاشر والقرى المحيطة بها منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة. ويواجه هؤلاء النازحون ظروفاً مزرية في المناطق التي لجأوا إليها، مما يزيد من حجم الأزمة الإنسانية.

من جهته أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، الذي زار مؤخراً بلدة الطويلة، على الحاجة الملحة لضمان الوصول دون عوائق إلى المدنيين. وتستقبل الطويلة أعداداً كبيرة من النازحين الذين يعانون من سوء تغذية حاد وأمراض تهدد حياتهم.

وتواجه جهود الإغاثة تحديات ضخمة، حيث، تكافح العيادات المتنقلة لإدارة الأعداد المتزايدة من الإصابات، وحالات سوء التغذية الحاد، والتهابات الجهاز التنفسي، في وقت يواجه شركاء الإغاثة نقصاً كبيراً في التمويل وانعداماً للأمن على طول طرق الوصول الرئيسية، مما يعيق عملياتهم الحيوية.

وحذر الشركاء من أن الظروف المزرية في الطويلة قد تتفاقم دون تعزيز عاجل للخدمات الأساسية وزيادة التمويل اللازم.

على صعيد متصل، وفي مؤشر على المخاطر الأمنية المتزايدة، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) اليوم عن اضطرارها لتقليص دعمها لمستشفى زالنجي في وسط دارفور للمرة الثانية هذا العام، وذلك لضمان سلامة فرقها. ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من مقتل عامل بوزارة الصحة بالرصاص خارج المستشفى وإصابة أربعة آخرين.

كما يستمر القتال في تهديد المدنيين في منطقة كردفان، حيث أبلغت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 600 شخص من قريتين بولاية جنوب كردفان يوم السبت الماضي.

جددت الأمم المتحدة نداءها لحماية المدنيين في جميع أنحاء السودان، والعمل على ضمان الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات المنقذة للحياة. وحثت المنظمة المانحين على الاستجابة فوراً بزيادة التمويل لتلبية الاحتياجات المتزايدة في دارفور وكردفان وبقية المناطق المتضررة من النزاع.