اختتمت في منطقة نونق بأبيي يوم الأحد الماضي، 23 نوفمبر، فعاليات المؤتمر السنوي الذي جمع قادة قبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية، وأسفر عن توقيع اتفاقية تجدد التزام الطرفين بـ منع الصراع وحماية المدنيين على امتداد ممرات الرعي قبيل موسم الهجرة المرتقب.
ويأتي هذا الاتفاق، الذي استمرت مداولاته ثلاثة أيام، كخطوة حاسمة لتعزيز الثقة المتبادلة بين مجتمعات الرعاة والمزارعين، خاصة في ظل التحديات الأمنية والبيئية المتزايدة التي تشهدها المنطقة.
نُظم المؤتمر بالشراكة بين بعثة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة كونكوردس إنترناشونال (Concordis International).

وشهد اللقاء مشاركة واسعة وشاملة من ممثلي المجتمعين، بما في ذلك أعضاء لجنة السلام المشتركة، وقادة الشباب، ومجموعات النساء، اللاتي شكلن 33% من الحضور. وفي إشارة إلى توسيع جهود السلام والشمولية، تميز المؤتمر بدعوة ممثلين عن مجتمع النوير لحضور الجلسة الافتتاحية للمرة الأولى.
و أكد العميد أمير عمراني، القائم بأعمال رئيس البعثة بالإنابة والقائد العسكري ليونيسفا، أن البعثة ستستخدم نتائج المؤتمر في التخطيط لدعمها الأمني، تلبيةً لولايتها الجديدة التي تركز على حماية المدنيين وتعزيز الحوار المشترك.
وفي ختام اللقاء، تم اتخاذ تعهدات وقرارات هامة، كان أبرزها، دعوة يونيسفا إلى تعزيز ولايتها لحماية المدنيين وزيادة التدابير الأمنية في سوق أمييت، التعهد بالعمل على مواجهة الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تؤثر سلبًا على الأمن، وتعهد قادة الشباب بالتعاون للحد من الجرائم، معالجة تأثير تغير المناخ على المجتمعات وتصميم تدابير للتخفيف من تحدياته.
كما تم تشكيل أربع مجموعات عمل مشتركة من المسيرية والدينكا نقوك لنشر نتائج الاتفاق في ممرات الهجرة الثلاثة وتحديد المناطق الساخنة المحتملة لتفادي أي احتكاكات.
وشدد العميد عمراني على ضرورة التزام جميع الأطراف بتنفيذ القرارات “بنية حسنة”، مؤكداً أن التعاون المشترك هو السبيل الوحيد لضمان بقاء منطقة أبيي هادئة خلال موسم الجفاف.




