قاضية أمريكية توقف قرار ترحيل مهاجرين من جنوب السودان وتمدد حمايتهم

أصدرت قاضية فيدرالية يوم الثلاثاء قراراً يقضي بالوقف المؤقت لخطط إدارة ترامب الرامية لإنهاء الحماية من الترحيل لمئات المواطنين من جنوب السودان المقيمين في الولايات المتحدة بموجب برنامج إنساني.

ومنحت القاضية أنجيل كيلي من المحكمة الجزئية الأمريكية في بوسطن طلباً طارئاً لمنع انتهاء صلاحية “وضع الحماية المؤقتة” الممنوح لمواطني جنوب السودان، والذي كان من المقرر أن ينتهي بعد 5 يناير المقبل.

وأصدرت كيلي، التي عينها الرئيس جو بايدن، قراراً بوقف إداري يمنع إنهاء البرنامج بانتظار مزيد من التقاضي.

ويأتي هذا الحكم بعد أن رفع أربعة مهاجرين من جنوب السودان ومنظمة “African Communities Together” غير الربحية دعوى قضائية ضد وزارة الأمن الداخلي الأمريكية. وتجادل الدعوى بأن قرار الوكالة كان غير قانوني وسيعرض الأفراد للترحيل إلى بلد يواجه أزمات إنسانية حادة.

وكتبت القاضية كيلي أن السماح بإنهاء الحماية قبل أن تتمكن المحاكم من مراجعة القضية سيحرم المستفيدون من وضعهم القانوني، وقد “يؤدي فوراً إلى ترحيلهم”.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الأمن الداخلي، تريشيا مكلولين، في بيان لها أن الحكم تجاهل السلطة الدستورية والقانونية للإدارة، مضيفة أن برنامج (TPS) “لم يكن المقصود منه أبداً أن يكون برنامج لجوء بحكم الأمر الواقع”.

وكانت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، قد نشرت إخطاراً في 5 نوفمبر يقضي بإنهاء وضع الحماية لجنوب السودان، بدعوى أن البلاد لم تعد تستوفي الشروط المطلوبة.

وتتحرك الوزارة حالياً لإنهاء حمايات مماثلة لمواطني سوريا وفنزويلا وهايتي وكوبا ونيكاراغوا، مما أثار تحديات قانونية متعددة.

وتشير أوراق الدعوى القضائية إلى الأرقام التالية المتعلقة بالمستفيدين إلى 232 مواطناً من جنوب السودان هم مستفيدون حاليون من البرنامج 73 طلباً إضافياً لا تزال قيد الانتظار.

ويُمنح وضع الحماية المؤقتة (TPS) للأشخاص القادمين من دول تعاني كوارث طبيعية، أو نزاعات مسلحة، أو ظروف استثنائية أخرى، مما يوفر لهم تصاريح عمل وحماية من الترحيل.

وتزعم الدعوى أن قرار إنهاء الحماية انتهك قانون (TPS)، وتجاهل الظروف المأساوية المستمرة في جنوب السودان، وكان مدفوعاً بتمييز عنصري ينتهك التعديل الخامس للدستور الأمريكي.

وقالت ديانا كوناتي من منظمة “African Communities Together”: “إن الهدف الوحيد من أجندة الترحيل الجماعي هذه هو إخراج أكبر عدد ممكن من المهاجرين السود والملونين من هذا البلد بأسرع وأقسى طريقة ممكنة”.

يُذكر أن جنوب السودان لا يزال يعاني تبعات النزاع؛ حيث استمر القتال في أجزاء كثيرة من البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات عام 2018، والتي أسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 400,000 شخص. ولا تزال الخارجية الأمريكية تنصح رعاياها بعدم السفر إلى هناك.