أفادت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء، أن هجومًا على قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تهدف إلى إيصال الغذاء إلى عائلات وأطفال في مدينة الفاشر السودانية التي تعاني من المجاعة، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين.
ولم يُحدد بيان منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي الجهة المسؤولة عن الهجوم، ودعا إلى إجراء تحقيق عاجل في الحادث.
كانت القافلة المكونة من 15 شاحنة تحمل مواد غذائية وإمدادات غذائية ضرورية للأطفال والعائلات في مدينة الفاشر المتضررة من المجاعة.
بعد أشهر من تصاعد العنف، يواجه مئات الآلاف في الفاشر – وكثير منهم أطفال – سوء تغذية حادًا ومجاعة إذا لم تصل إليهم المساعدات بشكل عاجل.
وتابع البيان “كما هو معتاد في قوافلنا الإنسانية، تم تحديد المسار مسبقًا، وتم إخطار الأطراف على الأرض وإبلاغهم بموقع الشاحنات”.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، يجب حماية قوافل المساعدات، وتلتزم الأطراف بالسماح بمرور إمدادات الإغاثة دون عوائق.
وجاء في البيان الذي تحصل عليه راديو تمازج “نتقدم بتعازينا لأسر القتلى، ونعرب عن تعاطفنا الصادق مع جميع المصابين”.
وأضاف البيان “لقد قطعت القافلة أكثر من 1800 كيلومتر (حوالي 1120 ميلًا) من بورتسودان، وكنا نتفاوض على الوصول لإكمال الرحلة إلى الفاشر عندما تعرضت للهجوم”.
وفي حين لم تُحدد وكالات الأمم المتحدة الجهة المسؤولة، تبادلت الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الاتهامات يوم الثلاثاء بشأن الهجوم على قافلة المساعدات.
وأكد التجاني محمد رئيس القافلة في تصريح لراديو تمازج، عن تعرضهم لهجوم صاروخي من قبل مسيرة في تمام الساعة (12) مساء؛ مما أسفر عن مقتل ستة من المساعدين وسائق بالإضافة الي جرح اثنين من العاملين وتدمير سبعة من الشاحنات المحملة الغذاء.
وأضاف الرشيد حامد مدير العمليات بالوكالة السودانية للإغاثة (سابو) التابعة للدعم السريع من موقع الحادث، أن القافلة تحركت من الدبة في طريقها إلى مدينة الفاشر.
وقال حامد، عندما وصلت القافلة مدينة الكومة تعرضت لقصف صاروخي من قبل مسيرة تتبع للجيش؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من العاملين واحتراق ثلاث شاحنات بصورة تامة وإصابة أربع شاحنات أخرى بصورة جزئية.
واعتبر حامد الحادث بأنه انتهاك للقانون الدولي الذي يسعى إلى حماية العاملين في المجال الإنساني.
وقال العمدة آدم جرو أحد رجالات الإدارة الأهلية بمدينة الكومة، أن الهجوم امتداد لسلسة من الهجمات المتتالية للمواطنين والاعيان المدنية في مدينة الكومة.
وأضاف جرو ، ان الهجوم استهدف مبنى محلية الكومة وادي لمقتل وإصابة العاملين، بالإضافة إلى حرق عدد من المباني والشاحنات.
من ناحيتها اتهمت الحكومة السودانية في بورتسودان قوات الدعم السريع باستهداف القافلة.
وأعرب البيان عن أسف الحكومة السودانية للحادث الذي وصفه بالخطير.
وقال البيان إن الهجوم هو محاولة لقطع الطريق أمام الفرق الإنسانية للوصول إلى مدينة الفاشر المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع.