أُلقي القبض على كوميدية من جنوب السودان في العاصمة جوبا بعد اتهامها بإهانة الرئيس سلفا كير خلال بث مباشر على منصة “تيك توك”.
وقالت عائلة الكوميدية، أماط جوك 33 عامًا، لراديو تمازج إنه اُحْتُجِزَت بعد ظهر يوم الثلاثاء في أثناء عودتها إلى المنزل من صالون في حي تونقينج ولا يزال مكان وجودها الحالي مجهولاً.
وقال أقارب إن رجالاً يرتدون زي جهاز الأمن الوطني هم من اقتادوا أماط.
جاء البث المباشر للكوميدية يوم الاثنين ردًا على انتقادات عبر الإنترنت لنائب الرئيس الدكتور بنجامين بول ميل، الذي عينه الرئيس كير في فبراير 2025. وكان مستخدماً آخر لوسائل التواصل الاجتماعي، يُدعى أكواج وول، قد اتهم نائب الرئيس بالفساد.
دفاعًا عن ميل، رفضت أماط تلك الادعاءات، وأطلقت تصريحات مسيئة بحق الرئيس كير، واصفة إياه بأنه “لص كبير يرتدي قبعة”، وفقًا لترجمة تعليقاتها بلغة الدينكا.
وانتشرت تصريحاتها بسرعة، مما أثار جدلاً على الإنترنت حول حرية التعبير واحترام القادة السياسيين في جنوب السودان.
وقال أحد أقاربها، دونق بانق، إن العائلة حذرت أماط من أن تعليقاتها قد توقعها في المشاكل.
وصرح لراديو تمازج: “في الصباح، سمعنا أنها ستُعتقل، لكنها قالت إنها مستعدة لذلك، وبعد ساعة، اتصلت لتقول إنه أُلْقِي القبض عليها، وسمعت شخصًا يطلب منها أن تضع الهاتف جانبا، ثم انقطع الخط”.
وناشدت العائلة السلطات العفو عن اماط، قائلة إنها تصرفت باندفاع. قائلا: “يمكن للجميع أن يرتكب خطأ، ونحن نطلب من الحكومة إطلاق سراحها”.
ولم يتسن فورا الوصول إلى المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني، ديفيد كوموري، للتعليق.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها احتجاز مواطنين من جنوب السودان؛ بسبب تعليقات تُعتبر “غير محترمة” تجاه الرئيس.
على الرغم من أن دستور جنوب السودان يضمن حرية التعبير، فإن قانون العقوبات لعام 2008 يجرّم التشهير و”تقويض سلطة” الرئيس.
وتنص المادة 76 على أن إهانة أو السخرية من الرئيس أو الإدلاء بتصريحات تعتبر من المحتمل أن تحرض على العداء أو الفوضى العامة هو جريمة، وتُعاقَب بالسجن أو الغرامات.
وقد أعربت جماعات حقوق الإنسان بشكل متكرر عن قلقها بشأن القيود المفروضة على حرية التعبير في جنوب السودان، حيث يواجه الصحفيون والنشطاء ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي التحرش أو الاحتجاز بسبب انتقاد الحكومة.



