جوزفين لاقو: جنوب السودان “خارج المسار” بشأن الهدف الإنمائي المستدام للصحة

Vice President for Service Delivery Cluster Josephine Joseph Lagu addressing the National Health Summit in Juba on Monday.

قالت نائبة رئيس جنوب السودان لشؤون الخدمات جوزفين جوزيف لاقو، خلال افتتاح القمة الوطنية للصحة لعام 2025 في جوبا، إن جنوب السودان “خارج المسار إلى حد بعيد” فيما يتعلق بتحقيق الأهداف الصحية العالمية ضمن أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت لاقو، التي مثلت الرئيس سلفا كير في الاجتماع، إلى أن أحدث المؤشرات الصحية التي قُدمت في القمة ترسم “صورة واضحة بأن مسارنا الحالي غير كافٍ”.

وقالت: “نحن خارج المسار فيما يتعلق بالتزاماتنا العالمية بموجب أهداف التنمية المستدامة، والإحصائيات التي سمعناها ليست مجرد أرقام؛ إنها تمثل دعوة جماعية للعمل لا يمكننا تجاهلها من الآن فصاعدا”.

واستشهدت لاقو باستمرار ارتفاع معدلات الوفيات في أثناء الولادة، ووفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها، والنقص الحاد في العاملين الصحيين، الذي يبلغ حاليًا 7.9 لكل 10,000 شخص، كدليل على أن النظام “يعاني صميمه”.

وقالت إن الحكومة تدرك هذه الفجوات، وتعهدت بإعطاء الأولوية لقطاع الصحة في الميزانية الوطنية، وتعزيز العمل المشترك بين مختلف القطاعات الحكومية لمعالجة عوامل مثل المياه والطرق والتعليم، وتقوية المساءلة والشراكات طويلة الأمد.

وأضافت “يجب على نظامنا عدم الاعتماد المفرط على الدعم الخارجي وبناء خدمة مستدامة تقودها الحكومة”، مشيرة إلى أن انعدام الأمن والتخلف المستمر يقوضان عملية تقديم الخدمات.

وحثت المشاركين على “الانتقال من التشخيص إلى الوصفة” وإصدار خارطة طريق مقدرة التكاليف ستعتبرها الحكومة “مخططًا لعملنا الجماعي”.

وفي سياق متصل، أطلقت لاقو ثلاث وثائق رئيسية: التقرير السنوي لأداء القطاع الصحي 2024–2025، وتقرير الإحصاءات الصحية 2025، وتقرير الاتجاهات والوفيات حسب السبب للفترة 2019–2024.

من جانبه، قال السفير البريطاني ديفيد آشلي إن الشركاء الدوليين يشاركون الحكومة قلقها إزاء توقف تقدم جنوب السودان في المؤشرات الصحية الرئيسية، ويظلون ملتزمين بدعم الإصلاحات.

وأوضح التقدم المحرز من خلال مشروع تحول القطاع الصحي، لكنه قال إن الفجوات المستمرة لا تزال تقوض النظام، بما في ذلك نقص الموظفين، والتأخير في الموافقات، ومحدودية صيانة المعدات، وضعف الدعم المقدم لصحة المرأة.

وقال بصراحة: “هذا المستوى من الاعتماد لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن أن تكون هناك أولوية أعلى للحكومة من صحة ورفاهية رجال ونساء وأطفال جنوب السودان”.

وأضاف أن تجدد العنف وتدمير المرافق الصحية هذا العام قد زاد عرقلة التقدم، مؤكدًا أن “المتطلب الأول والأكثر جوهرية هو السلام”.

وفي غضون ذلك، قال ممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور محمد أبشر، إن جنوب السودان يمر “بلحظة انتقال عميق”، متحولًا من سنوات الاستجابة الإنسانية نحو التنمية المستدامة، وشدد على أن تحويل النظام الصحي أمر أساسي لمستقبل البلاد السلمي والمزدهر.

وقال إن موضوع القمة يتوافق بشكل وثيق مع ولاية الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الصحة لا تنفصل عن أهداف التنمية المستدامة وعن “حق الإنسان غير القابل للانتهاك في الكرامة”.

وأضاف أن الوصول العادل إلى الخدمات يعزز التماسك الاجتماعي والثقة بالمؤسسات، بينما يجب أن تكون الأنظمة المرنة قادرة على الصمود في وجه الفيضانات والنزاعات واضطرابات سلسلة الإمداد. وحث أيضا على توفير تمويل يمكن التنبؤ به ومتوافق مع الأولويات الوطنية، قائلاً إنه يجب استخدام كل مورد على النحو الأمثل في وقت يتناقص فيه المعونة العالمية.

وأشار إلى أن التقدم في مجال الصحة يعتمد على السلام، وحث على تجديد الحوار والالتزام باتفاق السلام المنشط. وقال: “أسرة الأمم المتحدة تؤكد مجددا التزامها الثابت بالسير في هذا المسار مع الحكومة”.

من جانبه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في البلاد الدكتور همفري كاراماغي إن القمة تمثل لحظة نادرة وهامة يجتمع فيها جميع الفاعلين الصحيين الوطنيين والدوليين “في غرفة واحدة” للتفكير في وضع النظام الصحي في جنوب السودان.

ووصف التجمع بأنه تحول من الجهود المجزأة إلى “حركة وطنية متزامنة للصحة”، قائلاً إن هذا ضروري للمساءلة أمام المواطنين الذين يحتاجون إلى الرعاية.

وقال إن المشهد الصحي في البلاد لا يزال ديناميكيا للغاية، ويتشكل بفعل حالات الطوارئ وتحركات السكان والتهديدات المرضية العابرة للحدود، لكنه أشار إلى أن الاستجابات الناجحة الأخيرة، بما في ذلك احتواء تفشي الكوليرا متعدد البؤر في غضون 12 شهرا، تظهر وجود “درجة معينة من المرونة” داخل النظام.

وأكد مجددا التزام منظمة الصحة العالمية بدعم الحكومة بالخبرة الفنية والتخطيط القائم على الأدلة. قائلاً “إن تقارير الأداء والإحصاءات والوفيات الجديدة تقدم- نظرة واضحة وصادقة- على فجوات وأولويات القطاع”.

وحذر من أنه “لا توجد حلول سحرية” وحث على إحراز تقدم متزامن في التمويل والقوى العاملة والبنية التحتية والأدوية والحوكمة وأنظمة البيانات.

وقال: “قد نبني أفضل المستشفيات غدا، ولكن إذا لم يكن لدينا الأدوية أو الموظفون أو الأنظمة، فلن نتمكن أيضا من تحقيق النتائج التي نحتاجها”.