اتفق جيشا جنوب السودان وأوغندا على العمل المشترك لمواجهة التحديات الأمنية على حدودهما المشتركة. جاء هذا الاتفاق خلال اجتماع رفيع المستوى عُقد في العاصمة الأوغندية، كمبالا، يوم الأربعاء، بحضور كبار قادة الجيشين.
ترأس الاجتماع كل من رئيس أركان قوات دفاع شعب جنوب السودان، الفريق داو أتورجونق نيول، وقائد القوات البرية الأوغندية، الفريق كايانقا موهانقا. ويأتي هذا اللقاء بعد دعوة وجهها رئيس أركان الجيش الأوغندي، الفريق موهوزي كاينيروغابا، لنظيره الجنوب سوداني عقب زيارته الأخيرة إلى جوبا ولقائه بالرئيس سلفا كير.
يُذكر أن اشتباكات عنيفة اندلعت في 28 يوليو الماضي في مقاطعة كاجو كيجي بجنوب السودان، حيث اتهمت القوات الأوغندية جنودًا من جنوب السودان باختراق الحدود ورفض الانسحاب. في المقابل، قال مسؤولون من جنوب السودان إن القوات الأوغندية هي التي شنت هجومًا مفاجئًا أدى إلى مقتل خمسة من جنودهم. وقد تسببت هذه الاشتباكات في نزوح آلاف السكان من منازلهم.
وأكد الفريق موهانقا على قوة العلاقات التاريخية بين البلدين، قائلاً: “كنا معًا في جميع النضالات التي مرت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان في الماضي، وقوات دفاع شعب جنوب السودان وقفت معنا في أوغندا خلال نضالنا ضد متمردي جوزيف كوني”.
وفي معرض حديثه عن التوترات الحدودية الأخيرة، شدد الفريق موهانقا على أهمية الحوار بدلاً من المواجهة، قائلاً: “نحن بحاجة إلى التعامل مع هذه المشكلة بنضج وحلها، وأنا واثق من أن مناقشاتنا ستجد حلًا لسوء التفاهم، الذي ليس بين الحكومتين أو الجيشين”.
من جانبه، نقل الجنرال أتورجونق تحيات الرئيس كير، مؤكدًا التزام جنوب السودان بالعمل المشترك. وقال: “التكاتف في عمليات مشتركة سيحافظ على الأمن، ولن يُعطى أي مجال للمخربين لإحداث فوضى بين سكاننا المحليين على طول الحدود”.
من المتوقع أن يثمر الاجتماع عن تعزيز التنسيق والتدابير المشتركة لحماية المجتمعات الحدودية. ويُشار إلى أن سكان المناطق الحدودية في جنوب السودان يشكون بانتظام من عمليات توغل من قِبل مسلحين ولصوص ماشية، بالإضافة إلى قوات مسلحة من دول مجاورة مثل كينيا وأوغندا والسودان، مما يؤدي إلى مناوشات وصراعات متكررة على طول الحدود المتنازع عليها.
