جنوب السودان تطلق معرض “أغروفود 2026” لتعزيز القطاع الزراعي

أطلقت حكومة جنوب السودان، يوم الثلاثاء، فعاليات معرض ومنتدى الأعمال “أغروفود 2026  Agrofood Expo، وهي مبادرة تهدف إلى ربط رواد الأعمال المحليين بالفرص العالمية لتطوير الإمكانات الزراعية الهائلة وغير المستغلة إلى حد كبير في البلاد.

صُمِّم المعرض، الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع وزارتي الاستثمار والثروة الحيوانية والسمكية، لتعزيز التواصل بين أصحاب الأعمال والشركات الناشئة والمستثمرين في القطاع الزراعي. ووصفه المنظمون بأنه خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد الكبير للبلاد على الأغذية المستوردة.

ووصفت كريستين إيقينو، المدير العام للمعارض التجارية، هذا الحدث بأنه إنجاز بارز. وقالت في حفل الإطلاق بجوبا: “هذا المعرض هو إعلان ثقة بأن جنوب السودان يمكنها تسخير إمكاناتها الزراعية الغنية لبناء اقتصاد أقوى، وخلق فرص عمل، والحد من الفقر”.

وأشادت بـ “مجموعة أورينت” المنظمة للحدث لـ “قرارها الجريء” باستضافة المعرض، الذي سيشمل معارض وطنية ودولية، ومنتديات استثمارية، وبرامج أعمال زراعية تستهدف الشباب والنساء.

وشددت أتونق كول منيانق، وزيرة التجارة والصناعة، على أن الزراعة أساسية للسلام والتنمية المستدامة. وأعربت عن أسفها على اعتماد البلاد على الواردات، رغم امتلاكها أراضٍ وموارد مائية ويد عاملة وفيرة.

وقالت “نحن في جنوب السودان نعتمد إلى حد بعيد على استيراد كل شيء تقريباً، بينما لدينا الأراضي والمياه والأشخاص اللازمون للإنتاج لأنفسنا، والزراعة ليست مجرد محرك اقتصادي، بل هي أيضاً ضرورة أمنية يمكن أن تستعيد السلام والوحدة والاستقرار في بلادنا”.

وسلطت الوزيرة الضوء على أن الكيانات الأجنبية غالباً ما تهيمن على الزراعة في أكثر مناطق البلاد خصوبة، بينما يعتمد العديد من مواطني جنوب السودان على السلع المستوردة. وحثت على التحول من الزراعة المعيشية إلى الزراعة التجارية لخلق فرص عمل وتعزيز السيادة الغذائية.

وقالت  “معرض أغروفود ليس مجرد معرض، بل هو أداة وطنية للتحول”، مضيفة أنه سيعرض التقنية ويعزز الشراكات.

وربطت ليلي كافوكي، وزيرة الزراعة والغابات والبيئة بولاية الاستوائية الوسطى، إنتاج الغذاء مباشرة بالأمن القومي. وقالت: “حيثما يكون الغذاء آمناً، ينخفض انعدام الأمن، والعائلات التي تعاني ضغوط الجوع قد تلجأ إلى آليات سلبية للتكيف تغذي الجريمة والنزوح وحتى الصراع”.

وتعهدت بأن سلطات الولاية ستعمل على تحسين الأمن المحلي وتشجيع الشباب والنساء على الانخراط في الزراعة الحديثة.

وأكد بروسبر أدو، ممثل الاتحاد الأفريقي، على الحاجة إلى السلام والبنية التحتية لإطلاق إمكانات القطاع. وأشار إلى التناقض المتمثل في مواجهة ما يقرب من 9.7 مليون شخص في جنوب السودان لانعدام الأمن الغذائي، على الرغم من الموارد الطبيعية الهائلة في البلاد.

وقال أدو: “لنجاح أي اقتصاد، الأمن والسلام ضروريان. لا يمكن للناس الذهاب إلى المزرعة إذا كانوا خائفين على حياتهم”. وشدد على الحاجة إلى تحسين الطرق وأنظمة حفظ الأغذية لربط المزارع بالأسواق.

كما ذكّر أدو حكومة جنوب السودان بتوصية الاتحاد الأفريقي لسياسة تخصيص الدول الأعضاء لـ 10% من ميزانياتها الوطنية للزراعة، واصفاً المعرض بأنه منصة للتحول الاقتصادي الهادف.