تنصيب بول ميل نائباً لرئيس الحركة الشعبية يشهد غياب إيقا وأويت وكوال

شهد مقر الحركة الشعبية لتحرير السودان في جوبا يوم الخميس مراسم أداء اليمين للدكتور بنجامين بول ميل، نائب الرئيس المعين حديثا للرئيس سلفا كير في قيادة الحزب الحاكم. وخلال الحدث، تعهد بول ميل بـ “دعم وحماية” الرئيس كير من أي “إذلال داخلي أو خارجي”.

إلا أن الأبرز في المراسم كان الغياب اللافت للقيادات التي أُقيلت مؤخرًا من مناصبها في الحزب. فقد تغيب الدكتور جيمس واني إيقا، النائب الأول السابق لرئيس الحزب والذي أقاله كير بشكل مفاجئ ليلة الثلاثاء، عن حضور تنصيب خلفه. كما لم يحضر الجنرال دانيال أويت أكوت والجنرال كول مانيانغ جوك، اللذان أُعفيا بدورهما من منصبي النائب الثاني والثالث لرئيس الحزب.

ويُنظر إلى هذا الغياب على أنه مؤشر محتمل على وجود انقسامات داخل صفوف الحركة الشعبية، خاصة بين أعضائها المؤسسين، وذلك بالتزامن مع صعود بول ميل السريع في هرم السلطة الحزبية والحكومية.

يُنظر إلى قرار كير، البالغ من العمر 73 عاما، بتعين بول ميل، وهو صاعد جديد في سلم السياسة الأمامية، على نطاق واسع على أنه يضعه في موقع خليفة محتمل.

بول ميل، يخضع للعقوبات من الولايات المتحدة منذ 2017، بسبب مزاعم بأن شركة البناء التابعة له تلقت معاملة تفضيلية في العقود الحكومية.1

خلال حفل مراسم اليمين الدستورية، تعهد بول ميل، بالولاء المطلق لسلفاكير. وقال: “سأقف بجانبك وأحميك وأدعمك وأحميك من أي إذلال، سواء كان خارجيا أو داخليا، أنا متأكد من أن إرثك سيبقى للأبد، نحن نقف في لحظة حاسمة لكل من حزبنا وأمتنا”.

كما أعلن أنه سيُمْنَع الأحزاب السياسية التي لديها جيوش خاصة من المشاركة في انتخابات جنوب السودان لعام 2026.

وتابع: “الأحزاب السياسية التي لديها جيوش خاصة لا يمكن، ولن تكون جزءا من عملية السلام أو العمليات الديمقراطية أو حتى العملية الانتخابية لعام 2026، ويجب إجراء الانتخابات في عام 2026، دون استثناء”.

وحث مواطني جنوب السودان والمجتمع الدولي على رفض الجماعات المسلحة التي تعمل خارج القانون، متهما إياها بالترهيب وزعزعة الاستقرار.

وقال “نحن بحاجة إلى السلام، فقط من خلال سيادة القانون والوحدة الوطنية والهياكل الأمنية الشرعية يمكن أن يكون لدينا بلد سلمي وعامل”.

من جانبه أكد الرئيس سلفاكير، أن مستقبل الحركة الشعبية لتحرير السودان وجنوب السودان يقع على عاتق شبابها. وقال “إن الحزب الحاكم سيقوده الآن جيل جديد”.

وتابع: “إلى الشباب، مستقبل هذا الحزب وهذا البلد بين أيديكم، تعلموا من الماضي، واحترموا من سبقوكم، وكونوا مستعدين لحمل الراية إلى الأمام”.

وشدد على أن الحركة الشعبية لتحرير السودان ليست مرتبطة بأي قبيلة أو منطقة واحدة، بل تنتمي إلى جميع مواطني جنوب السودان.

وأضاف “يجب أن تظل الحركة الشعبية لتحرير السودان قوية وموحدة ومركزة، نحن لسنا في منافسة مع بعضنا البعض؛ نحن هنا لخدمة الشعب”.

ورداً على تعديل قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، قال إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، إن للأحزاب السياسية الحق في إعادة هيكلة القيادة كما تراه مناسباً.

وقال: “من حق كل حزب سياسي إجراء تغييرات داخلية في السلطة، طالما أنها تتماشى مع إطارها القانوني”.