أدى قتالٌ اندلع يوم الخميس في مقاطعة تومبورا بولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان، بين قوات دفاع شعب جنوب السودان (الحكومية) وقوات الجيش الشعبي في المعارضة، إلى إثارة الخوف ونزوح السكان.
وقال أحد السكان، الذي تحدث لـراديو تمازج شريطة عدم الكشف عن هويته: “على مدار اليومين، استمر إطلاق النار في تومبورا، والناس في حالة صدمة، وفرّ الكثيرون إلى جانبي الطريق خوفًا من الموت”.
وأثار العنف قلق جماعات المجتمع المدني وقادة المجتمع، الذين حذروا من أن الصراع بدأ يأخذ بُعدًا عرقيًا.
وتصاعدت التوترات منذ إقالة الجنرال ألفريد فوتويو كارابا، حاكم غرب الاستوائية المعيّن من قبل الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، في فبراير من هذا العام.
وقال المدير العام لشرطة ولاية غرب الاستوائية، اللواء فيليب مدوت تونق، إن السلطات لا تزال تجمع المعلومات وستصدر تقريرًا كاملًا بمجرد التحقق من التفاصيل.
وفي بيان صدر يوم الجمعة في يامبيو، أدانت “شبكة منظمات المجتمع المدني في ولاية غرب الاستوائية” العنف المتجدد في تومبورا، محذرةً من أنه يسبب “معاناة ونزوحًا وخسائر في الأرواح لا توصف” بين المدنيين.
وحثت الشبكة البرلمان الوطني الانتقالي لجنوب السودان على التعامل مع أزمة تومبورا كقضية أمن قومي بدلًا من اعتبارها نزاعًا محليًا. كما دعت المشرعين من الولاية إلى الاتحاد في المطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة لإعادة السلام وحماية المدنيين.
وحثت الشبكة أيضًا القيادة الجديدة المعينة في غرب الاستوائية على نشر قوات أمنية كافية ودعم لوجستي للمنطقة، بدلًا من البقاء في حالة خمول في العاصمة جوبا.
كما عبرت المجموعة عن قلقها إزاء تقارير تفيد بأن فريق دورية تابعًا لـبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، تم تجريده من سلاحه في المنطقة، داعيةً إلى إجراء تحقيق شفاف لاستعادة ثقة الجمهور.
وجاء في البيان: “المواجهة العسكرية لم تجلب أبدًا حلولًا دائمة، وشعب غرب الاستوائية يستحق السلام، والكرامة، والحماية”.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، العقيد لام فول قبريال، إن قوات تابعة لهم هاجمت قاعدة لقوات دفاع شعب جنوب السودان (الحكومية) في منطقة “نادياما” بمقاطعة طمبرا يوم الخميس، مما أسفر عن مقتل تسعة جنود حكوميين، من بينهم قائد. وأضاف أن قتيلًا واحدًا سقط من مقاتلي المعارضة، وأن قوات الجيش الشعبي في المعارضة استولت على 13 بندقية من طراز AK-47، ومدفعين رشاشين من طراز PKM، وقاذفة قنابل يدوية واحدة من طراز RPG-7.
وقال المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان (الحكومية)، اللواء لول رواي كوانق، إنه خارج البلاد وغير قادر على التعليق على الحادث.
كما أدان الناشط في المجتمع المدني إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لـ”منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم”، القتال في تومبورا بغرب الاستوائية.
وقال: “إن استخدام الوسائل العسكرية لتسوية النزاعات السياسية يشكل مخاطر جسيمة على المدنيين”، محذرًا من أن الوضع قد يجذب تحقيقات دولية في جرائم محتملة ضد الإنسانية.