غير مصنف

الشيوعي يحذر من ضياع الأدلة، ويدعو لتحقيق دولي سريع في استخدام الأسلحة الكيميائية

 دعا الحزب الشيوعي السوداني إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وسريعة للتحقق من مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، محذرًا من استغلال القضية لأغراض سياسية دولية، وسط مخاوف من ضياع الأدلة المحتملة مع مرور الوقت.

وقال صدقي كبلو، عضو المكتب السياسي للحزب، في مقابلة مع “راديو تمازج”، إن “بيان الحزب واضح ومتوازن، ويؤكد ضرورة معرفة الحقيقة من خلال لجنة تحقيق دولية نزيهة وسريعة، حتى لا تضيع أي آثار لاستخدام الأسلحة الكيميائية، إن كانت قد استُخدمت”.

وأضاف كبلو أن حزبه لا يثق في أي لجنة تحقيق وطنية، معتبرًا أن “جميع اللجان السابقة فشلت في تقديم تقارير نزيهة، أو انحازت للسلطة القائمة، وبالتالي فإنها لا تحظى بالمصداقية اللازمة”. 

كما أبدى تحفظًا على لجان إقليمية تابعة للاتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية، مشيرًا إلى أنها “محل شك بسبب طبيعة علاقاتها المتشابكة مع أطراف الصراع”.

وأشار كبلو إلى أن “الجهة الأنسب للتحقيق هي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لما تملكه من قدرة فنية ومهنية عالية، ونحن نطالب بإشرافها الكامل على هذا التحقيق”.

تأتي دعوة الحزب الشيوعي بعد تقارير متداولة في الأسابيع الأخيرة عن احتمال استخدام أسلحة كيميائية في مناطق النزاع، لا سيما غرب البلاد. 

ولم تؤكد أي جهة دولية رسمية هذه المزاعم حتى الآن، في حين يطالب ناشطون ومنظمات حقوقية بفتح تحقيق مستقل لتقصي الحقائق.

وفي حال ثبت استخدام هذه الأسلحة، قال كبلو إن الشيوعي سيطالب “بتقديم المسؤولين إلى العدالة، سواء عبر محاكم وطنية أو دولية”، مؤكدًا في الوقت ذاته غياب قضاء محلي فاعل، مما يجعل “المحكمة الجنائية الدولية هي المسار المتاح، رغم بطء إجراءاتها”.

وحذر الحزب من استغلال القضية سياسيًا، قائلاً إن “الضغط على حكومة البرهان من خلال هذه المزاعم قد يكون محاولة لدفعها نحو مفاوضات أو تسوية سياسية”، في إشارة إلى أن بعض القوى الدولية قد توظف الملف لأغراض دبلوماسية، وليس من باب حماية المدنيين.

واتهم كبلو الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بانتهاج سياسة مزدوجة، قائلاً إن “الولايات المتحدة، بدلًا من إدانة طرفي الحرب، تسعى لاستخدام هذا الملف للضغط على جهة بعينها”، مضيفًا أن الغرب “فقد مصداقيته في قضايا مشابهة، سواء في السودان خلال قضية مصنع الشفاء، أو في العراق عندما رُوج لأسلحة دمار شامل لم تُعثر لها على أثر”.

وجدد الحزب الشيوعي موقفه الرافض لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في السودان، وقال كبلو إن “موقفنا مبدئي: نحن ضد أي تدخل خارجي، سواء لدعم طرف أو مناصرة طرف آخر، ونرفض دخول أي قوات دولية إلى البلاد”. كما شكك في فعالية مجلس الأمن، قائلاً إن “قراراته بشأن السودان تُفشلها دول مثل روسيا أو الصين”.

وقال كبلو إن “الأساس هو كشف الحقيقة، وتحديد المسؤولين في حال ثبوت استخدام الأسلحة الكيميائية. بعد ذلك، يجب تصعيد الحملة الجماهيرية ضد هذه الجرائم، وضمان عدم تكرارها”.