وجّهت السلطات المحلية في مقاطعة مقوي بولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان، اتهامات خطيرة لمجلس بلدية نيمولي بالتلاعب في عمليات تحصيل الإيرادات، مؤكدة أن هذه الممارسات تعيق إلى حد بعيد جهود التنمية المحلية.
وقد برزت هذه الاتهامات علنا خلال حفل أقيم الأسبوع الماضي للترحيب بعمدة بلدية مدينة نيمولي، وهو الحدث الذي شهد حضورا واسعا من السكان والمسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال في المنطقة.
خلال كلمته في الحفل، صرّح فول فول بنجامين أولوم، محافظ مقاطعة مقوي، بأن التلاعب التي تشوب عملية تحصيل الضرائب في نيمولي قد حرمت المقاطعة من الحصول على حصتها المقررة من الإيرادات، والتي تبلغ 40%.
كما اتهم بعض المسؤولين في البلدية باستغلال مناصبهم لتعيين موظفين بهدف تحقيق مكاسب شخصية، الأمر الذي يقوض التوزيع العادل للإيرادات المتحصلة حسب تعبيره.
وأوضح المحافظ أن “نيمولي مدينة نشطة ومزدحمة، لكن التلاعب بالإيرادات والعمل الحر يمثلان مصدر قلق بالغ، وحرمت هذه التحديات مقاطعة مقوي من نصيبها المستحق، وأثر سلبا على قدرة تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين”.
وتابع “أثق بقدرة العمدة الجديد على معالجة هذه المشكلة بفعالية، حتى تتمكن الحكومتان المحليتان من العمل بتناغم وكفاءة لخدمة المجتمع”.
من جانبه، شدد باتريك لودينغا، العضو البرلماني عن مقاطعة مقوي، على أهمية التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، كما حثّ قوات الأمن على تكثيف جهودها لقمع العصابات الإجرامية وتقديم أعضائها للعدالة.
وتوجه لودينغا بحديثه إلى رئيس البلدية الجديد قائلاً “نيمولي مدينة عالمية تحت قيادتك، تضم تنوعا من الجنسيات، وإذا كنت تشعر بالخوف من مسؤولية هذا المنصب، فمن الأفضل ألا تقبله، عليك تطبيق القانون بحزم والعمل بتنسيق وثيق مع قوات الأمن لفرض النظام وحماية المواطنين”.
من جانبه منح شارليس أمبروس لوكونوي، مستشار حاكم الولاية لشؤون النوع والرعاية الاجتماعية، سلطات البلدية مهلة 90 يوما للقضاء التام على نشاط العصابات الإجرامية في المدينة، مشيرا إلى الارتفاع الملحوظ في معدلات الجريمة والشعور العام بالخوف بين السكان.
وقال: “يجب استئصال هذه العصابات خلال تسعين يوما، أنهم يزعزعون استقرار مجتمعنا، ولا يمكننا أن نتسامح مع وجودهم من الآن فصاعدا”.
ويُظهر هذا التطور تحديا كبيرا يواجه رئيس بلدية نيمولي الجديد، حيث يُتوقع منه معالجة ملف التلاعب الضريبي المتهم به المجلس السابق، بل وأيضا العمل على تعزيز الأمن والقضاء على الجريمة في المدينة.