الزواج المبكر ، ونقص الرعاية يُفاقمان من ارتفاع حالات ناسور الولادة في جنوب السودان

حذّر مسؤولو الصحة في جنوب السودان من ارتفاع حالات ناسور الولادة، مُلقين باللوم على تأخر الحصول على الرعاية الطبية وانتشار زواج الأطفال.

وتم تسليط الضوء على هذه المخاوف خلال الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على ناسور الولادة يوم الجمعة في جوبا، حيث أكد المسؤولون التزامهم بالقضاء على هذه الحالة بحلول عام 2030.

وقال الدكتور أنتوني لوباي، مدير مستشفى جوبا التعليمي، إن البلاد لا تزال “تعاني بشدة من عبء ناسور الولادة”، وهي حالة ناجمة عن ولادة مُعقّدة ومُطوّلة دون تدخل طبي.

واضاف لوباي “لسنا هنا للاحتفال، بل للملاحظة والتأمل، تُشير هذه الحالة إلى العديد من الأمور التي لا تسير على ما يُرام – مثل ضعف البنية التحتية الصحية، وضعف الوصول إلى الرعاية، والممارسات الاجتماعية كالزواج المُبكر”.

ناسور الولادة هو ثقب في قناة الولادة تسببه الولادة المتعسّرة. ويجعل المرأة تعاني من تسرب البول أو البراز بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وغالبًا ما تواجه النساء المصابات بهذه الحالة عواقب طبية ونفسية وخيمة، بما في ذلك الرفض الاجتماعي.

وأضاف لوباي “نتساءل لماذا لدينا حالات أكثر في جنوب السودان مقارنةً ببقية العالم؟ الأمر لا يقتصر على العاملين الصحيين، بل يتعلق بإمكانية الوصول. قد يكون هناك أطباء وممرضات، ولكن إذا لم تتمكن المرأة من الوصول إلى المرفق في الوقت المحدد، فإنها تعاني”.

أكد لوباي أن القضاء على الناسور يتطلب إرادة سياسية وبنية تحتية واستقرارًا ومشاركة مجتمعية.

وقال “نحن بحاجة إلى تحرك الجميع – الشركاء ووسائل الإعلام والحكومة والزعماء والكنائس. إذا أردنا القضاء على الناسور بحلول عام 2030، فلن يتحقق ذلك بالكلمات، بل من خلال أفعال حقيقية ومنسقة”.

وقالت الدكتورة جانيت مايكل، المديرة العامة للقابلات والممرضات في وزارة الصحة في جنوب السودان، إن ما يقدر بنحو 6000 امرأة في البلاد يعانين من الناسور.

وأضافت “تصل بعض النساء إلى المستشفيات بعد وفاة الطفل، ويكون الضرر قد وقع بالفعل، حُرمت الكثيرات منهن من الرعاية الصحية في الوقت المناسب بسبب بُعد المسافات، أو نقص وسائل النقل، أو المعتقدات الخاطئة بأن كل امرأة يجب أن تلد في المنزل”.

وربطت العديد من الحالات بالولادات المنزلية والأعراف الاجتماعية الضارة، بما في ذلك الاعتقاد بأن العمليات القيصرية غير ضرورية أو مخزية.

وقالت مايكل “لا يمكننا الحديث عن القضاء على الناسور دون الحديث عن إنهاء زواج الأطفال. فالزواج القسري والمبكر يُعرّض الفتيات للولادة قبل أن تكون أجسادهن مستعدة، وهذا يؤدي إلى الإصابة بالناسور”.

وحثّ الدكتور يوسف دينق، ممثل وزارة الصحة، على اتخاذ تدابير وقائية أقوى.

وقال دينق “للقضاء على الناسور بحلول عام 2030، يجب أن نركز على الوقاية. وهذا يعني وضع حد لزواج الأطفال وتثقيف مجتمعاتنا”.

ودعا المشرّعين إلى إنفاذ القوانين، والمجتمع المدني إلى رفع مستوى الوعي.

وتابع “لا يمكننا علاج الناسور، بل يجب الوقاية منه”.

في ديسمبر/كانون الأول، أعلنت السفارة النرويجية في جوبا عن تمويل إضافي قدره 3.6 مليون دولار أمريكي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لدعم مبادرات الصحة الجنسية والإنجابية في جنوب السودان، مع تخصيص حوالي 2.2 مليون دولار أمريكي لعلاج ناسور الولادة.

يُقدر عدد حالات ناسور الولادة المتأخرة في جنوب السودان بـ 60 ألف حالة، حيث عولجت أقل من 1000 امرأة حتى الآن. ومن المتوقع أن يُساعد التمويل الجديد المزيد من النساء على استعادة صحتهن وكرامتهن.

اختُتم الحدث بتعهد مسؤولين وقادة مجتمعيين بالقضاء على ناسور الولادة بحلول عام 2030.