أكد الاتحاد الأوروبي مجددا التزامه طويل الأمد ببناء السلام والتكامل الإقليمي والتنمية الاقتصادية الخضراء في جنوب السودان، محددًا ثلاث أولويات رئيسية ستوجه تدخلاته في البلاد.
وفي حديثه خلال الاحتفال بمرور 25 عاما على الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في جامعة جوبا يوم الاثنين، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى جنوب السودان بيلي إينارسون إن تركيز التكتل واضح.
وتابع: “نحن هنا للمساعدة على بناء السلام من خلال دعمنا للاتحاد الأفريقي، وكذلك للمشاركة في المشروع الإقليمي الأصلي، ونحن هنا للمساعدة على بناء طرق جديدة لجعل المنطقة أكثر تكاملاً”.
كما سلط الدبلوماسي الأوروبي الضوء على أهمية التنمية المستدامة في جنوب السودان، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيساعد على ربط جنوب السودان ببقية المنطقة كجزء من جهود بناء السلام والتحفيز الإقليمي على المدى الطويل.
ووفقا لإينارسون، فإن الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي التي تبلغ 25 عاما، والتي أُقِرَّت مؤخرا في قمة لواندا، أنغولا، متجذرة في التعاون، وليس مجرد مصالح قائمة على المعاملات.
وأكد في ملاحظاته أن العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي مبنية على قيم مشتركة ومصلحة متبادلة، وليست صفقات قائمة على المعاملات.
وذكر: “مقارنة بالعديد من الفاعلين الآخرين، هناك فاعل آخر يتطلع إلى المقاربات القائمة على المعاملات”. وتابع: “أعتقد أننا نسعى إلى التعاون والمصلحة الجماعية، وأعتقد أن هذا هو ما يميز شراكتنا”.
على الرغم من أن الشراكة الرسمية بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي عمرها 25 عاما، ذكر إينارسون الجمهور أن مشاركة أوروبا مع أفريقيا بدأت قبل ذلك بكثير.
قال: “علينا أن نتذكر أن هذه الشراكة ليست فقط 25 عامًا، بل إنها أقدم بكثير، وبدأت خدمات المفوضية الأوروبية بـ 18 مكتبا حول أفريقيا في عام 1958 لدعم التنمية هنا”.
وأضاف المبعوث الأوروبي أن أول قمة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي أرست الأساس لإطار عمل يقوم على “المساواة والاحترام والتحالف والتعاون”، وهي قيم قال إنها استمرت في التطور.
كما سلط السفير الضوء على الأدوار الهامة التي لعبها الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي معًا في الدبلوماسية العالمية.
وأشار إينارسون أيضا إلى أن الاتحاد الأوروبي ينتقل إلى نموذج “البوابة العالمية”، وهو نهج يركز على الشراكات الكبيرة بين القطاعين العام والخاص.
وشدد قائلا: “هذه حقًا علاقات بين القطاعين العام والخاص للمساعدة على الاستثمار في تنمية الاقتصادات في مجال الطاقة، والتحول الرقمي، والتعاون والتعليم، ويمثل هذا تحولا من نماذج المساعدة “المانح المتلقي” إلى علاقة متبادلة حيث يتطور الطرفان معا”.
وفي إطار تعليقه على شعار الحدث، قال إينارسون إن الشراكة ترتكز على رؤية مشتركة طويلة الأمد.
واقتبس من إعلان القمة. قائلا “نؤكد مجددا أن مستقبلنا المشترك يكمن في التعاون الأوثق والعمل الجماعي للمنفعة المتبادلة لشعوب أفريقيا وأوروبا”.
وأضاف أن التعاون بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي يهدف باستمرار إلى تعزيز “المساواة والاحترام والتحالف والتعاون”.
من جانبها، شددت السفيرة نونويا أقري، التي مثلت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان، على أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت: “أود حقا أن أقر بأهمية التعددية، وأعتقد أن استقلال جنوب السودان وحده يمكننا استخدامه كمثال على أهمية التعددية، لأنه لولا دعم المنظمات الدولية وشركائنا الدوليين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لما أصبحت جنوب السودان بلدا في عام 2011”.
ووفقا لها، عندما انضمت جنوب السودان إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2011 بعد استقلالها، حققت تغييرات وتنمية كبيرة.
وقالت: “بالنيابة عن وزير الخارجية، أود أن أعبر أيضا عن امتناننا وتقديرنا لشراكة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي”.
وأضافت: “تعرفون، الدعم المستدام للحفاظ على السلام في بلدنا، ونحن ندرك حقا مدى الحاجة إلى السلام في بلدنا، نحن نعمل بجد لضمان أن تنعم جنوب السودان بالسلام، وأننا نتطور أيضًا”.



