شكت السلطات الصحية في مقاطعة أكوكا بولاية أعالي النيل في جنوب السودان، من تدهور الأوضاع الصحية في المنطقة بسبب نقص الأدوية، وخاصة مع بدء موسم الأمطار.
وصرح منشول أكوي، نائب مدير الخدمات الصحية بالمقاطعة، لراديو تمازج “الأربعاء”، بأن المراكز الصحية الخمسة في أكوكا تفتقر إلى الأدوية، مبينا أن هذا النقص يتزامن مع صعوبة وصول المرضى إلى المرافق الصحية؛ بسبب الطرق الوعرة التي يتسبب فيها هطول الأمطار، مما يجبر الأهالي على حمل مرضاهم على الأكتاف لإيصالهم إلى المراكز العلاجية.
وأشار إلى أن غالبية السكان يعتمدون على مصادر مياه غير آمنة مثل “الحفائر”، وأن ذلك يزيد مخاطر الإصابة بالأمراض.
وكشف عن تراجع حدة وباء الكوليرا الذي ضرب المنطقة مؤخرا، لكنه أكد أن أمراضا أخرى مثل الملاريا والتيفوئيد ما زالت منتشرة. وألقى باللوم على منظمة إنسانية المتعاقدة لتوفير الأدوية في المقاطعة لعدم التزامها.
من جانبها، نفت يدجوك إدوارد أدور، وزيرة الصحة الولائي، في تصريح لراديو راديو تمازج، عدم توفر الأدوية في المراكز الصحية بأكوكا.
وأكدت أن الأدوية متوفرة باستثناء بعض الأدوية الخاصة بحالات النزيف. وأرجعت الوزيرة انتشار الأمراض في المنطقة إلى تدهور البيئة، ونقص مياه الشرب النظيفة، وغياب التوعية حول استخدام المراحيض.
وكشفت الوزيرة عن جهود تبذلها وزارتها بالتعاون مع المنظمات لتوفير قارب نهري لنقل الحالات الحرجة من مقاطعة أكوكا إلى مستشفيات المدن، وذلك بعد أن تبين عدم فعالية سيارة الإسعاف التي كانت تعمل في المنطقة.
لكن ديو أيونج داو، عضو المجلس التشريعي الولائي عن دائرة أكوكا، اتهم وزارة الصحة الولائية بطرد الكوادر الصحية المؤهلة من المراكز الصحية في أكوكا. وقال إن الوزارة استبدلتهم بأفراد أقل خبرة تلقوا دورات تدريبية في الإسعافات الأولية فقط.
وأشار إلى أن الأدوية التي تُرسَل إلى المنطقة غالبا ما تنتهي صلاحيتها، وتُتلف بسبب عدم وجود أطباء مختصين لصرفها للمرضى. ووصف الوضع الصحي في المقاطعة بأنه “حرج”، وأن الأمراض المستوطنة تفتك بالمواطنين.
وطالب وزارة الصحة بإرسال لجنة لتقييم الوضع الصحي والدفع بفرق طبية مدربة لمساعدة سكان المقاطعة.