أفاد تقرير جديد أصدرته منظمة سويسايد “SWISSAID” بأن تعدين الذهب في جنوب السودان يتسم بـالصبغة غير الرسمية وغير القانونية للغاية، وأن السلطات فشلت حتى الآن في إدارة هذا القطاع بفعالية.
ويشير التقرير إلى أن المراقبين والمحللين وصفوا جنوب السودان بأنه بلد ذو نظام سياسي قائم على الفساد والسرقة، حيث ينتشر الصراع وعدم الاستقرار. ونتيجة لذلك، لا تتوفر سوى معلومات قليلة موثوقة ولا إحصاءات رسمية حول إنتاج الذهب وتجارته في البلاد.
ويقول التقرير الذي اطلع عليه راديو تمازج: “إن وفقًا للتقدير الأكثر ترجيحًا لإنتاج الذهب في جنوب السودان، والذي تمكنت المنظمة من تحديده، أي حوالي 5 أطنان سنويًا، يمثل البلد منتجا متوسط الحجم للذهب بالمعايير الأفريقية”.
ويضيف: “يأتي هذا الإنتاج بالكامل من التعدين الحرفي والصغير، الذي يتم على نحو غير رسمي، وغالبا تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وباستخدام أدوات ومعدات أساسية، مما يعرض العديد من عمال المناجم للاستغلال ومخاطر صحية وأمنية كبيرة”.
ويتابع التقرير: “إن الحرب الأهلية الطويلة في جنوب السودان، التي استمرت رسميا من عام 2013 حتى عام 2018، ولكن نهايتها لم تجلب سلاما حقيقيا، أو تقضي تماما على العنف، أفقرت السكان وعرقلت بناء البنية التحتية الأساسية مثل الطرق المعبدة، ونتيجة لذلك، تفتقر البلاد إلى الظروف اللازمة لتطوير التعدين الصناعي”.
ويُعتقد أن جنوب السودان يمتلك موارد معدنية وفيرة، لكن الخرائط الجيولوجية لها لم تُنجز بعد.
ويقول التقرير: “يتم تصدير كل الذهب المستخرج في جنوب السودان في النهاية خارج القنوات الرسمية، ويستفيد المهربون، وكثير منهم أجانب حسب التقارير، من ضعف إنفاذ القانون وتواطؤ بعض ممثلي سلطات الدولة الفاسدين”.
وأضاف: “هناك مؤشرات على أن الجماعات المسلحة الوطنية والأجنبية متورطة أيضًا في هذه الحركة، مما يشير إلى استخدام ذهب جنوب السودان لتمويل النزاعات”.
وفقًا للتقرير، فإن الدول الرئيسية التي حُدِّدَت كوجهة لذهب جنوب السودان، بناءً على تقارير المنظمات غير الحكومية ومصادر أخرى مماثلة، هي “كينيا، وأوغندا، والإمارات العربية المتحدة”.
ويذكر التقرير: “هاتان الدولتان الأخيرتان هما الوحيدتان اللتان أبلغت سلطاتهما عن واردات ذهب من جنوب السودان في السنوات الأخيرة”. وعلى سبيل المثال، أبلغت السلطات الإماراتية عن واردات بقيمة 20 مليون دولار أمريكي و27 مليون دولار أمريكي من جنوب السودان في عامي 2022 و2023 على التوالي.
ويختتم التقرير أن جنوب السودان أصبح مركز عبور للذهب القادم من السودان بعد اندلاع الحرب الأهلية في ذلك البلد في عام 2023.



