أعلنت الأمم المتحدة أن رامتان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، يستعد للسفر إلى المنطقة الأسبوع المقبل في مسعى متجدد للدفع بالحوار.
ومن المقرر أن يزور لعمامرة بورتسودان وأديس أبابا وسط استمرار الصراع والأزمة الإنسانية الحادة.
وبحسب متحدث باسم الأمم المتحدة، فإن المبعوث “يواصل تشجيع الأطراف المتحاربة على الانخراط في حوار حقيقي لدفع السلام”، ويعمل مع الشركاء الإقليميين، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
ومن المتوقع أن تكون حماية المدنيين محوراً مركزياً للمحادثات، حيث يوصف الوضع في مدينة الفاشر بأنه “مؤسف للغاية”.
يقدم برنامج الأغذية العالمي حالياً المساعدات للعائلات التي نزحت من المدينة إلى المناطق المحيطة. كما تصل التوزيعات إلى الأشخاص الذين وصلوا إلى مواقع أبعد، بما في ذلك الخرطوم.
ويتوجه حالياً قافلة تحمل 1,485 طناً مترياً من إمدادات الغذاء والتغذية تكفي لحوالي 130 ألف شخص إلى منطقة الطويلة.
يستمر القتال في التسبب بنزوح واسع النطاق، خاصة في مناطق كردفان.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن يوم الثلاثاء وحده شهد نزوح أكثر من 1,800 شخص في جميع أنحاء ولاية جنوب كردفان.
وفي شمال كردفان، أجبر تصاعد حالة انعدام الأمن ما يقرب من 40 ألف شخص على مغادرة منازلهم بين أواخر أكتوبر ومنتصف نوفمبر
السودان: مأساة إنسانية في دارفور.. وصول 400 طفل “فاقد السند” إلى الطويلة بعد شهر من هجمات الفاشر
كشف المجلس النرويجي للاجئين عن مأساة إنسانية متصاعدة في دارفور بالسودان، حيث وصل ما لا يقل عن 400 طفل إلى منطقة الطويلة وهم دون مرافقة آبائهم، فراراً من العنف الذي اندلع في مدينة الفاشر قبل شهر.
وتشير البيانات، التي صدرت يوم 27 نوفمبر 2025، إلى أن العدد الفعلي للأطفال “فاقدي السند” قد يكون أعلى بكثير.
يصل الأطفال إلى الطويلة بعد رحلات شاقة وخطيرة، غالباً ما تستغرق أياماً من المشي عبر الصحراء، وهم في حالة من الإجهاد الشديد والضيق النفسي العميق.
وتفيد التقارير بأن العديد من هؤلاء الأطفال شاهدوا عنفاً مفرطاً قبل فرارهم، ويظهرون علامات صدمة حادة وكوابيس ليلية، فيما انفصل البعض عن عائلاتهم في فوضى الفرار، ويُعتقد أن آباء آخرين في عداد المفقودين، أو تعرضوا للاعتقال أو القتل.
وفي شهادة مؤثرة، قالت نداء، وهي معلمة في برنامج التعليم التابع للمجلس النرويجي للاجئين: “عندما بدأنا فصولنا، لم يتمكن بعض الأطفال من النطق بكلمة واحدة. كانوا يصفون الاختباء لساعات، والسفر ليلاً لتجنب الهجمات، والانفصال عن عائلاتهم وسط الفوضى”.
منذ بدء الهجمات على الفاشر في 26 أكتوبر، سجل المجلس النرويجي للاجئين وصول أكثر من 15,000 شخص نازح جديد إلى الطويلة، ويتم تسجيل أكثر من 200 طفل يومياً في برامج التعليم الطارئ. ومع ذلك، لا يزال العديد من الوافدين ينامون في العراء وسط انخفاض درجات الحرارة ليلاً، في ظل غياب المأوى المناسب.
وحذر نوح تايلور، رئيس العمليات في المجلس النرويجي للاجئين في السودان، من الخطر الشديد الذي يواجه الأطفال “النازحين والمصدومين وغير المحميين”.
ودعا إلى تصعيد عاجل للدعم قائلاً: “لقد نجوا بالفعل من فظائع جماعية، ولا يمكننا أن نخذلهم الآن”.
وقد فر ما لا يقل عن 100,000 شخص من الفاشر والقرى المجاورة منذ 26 أكتوبر، بينما لا يزال مصير عشرات الآلاف الآخرين مجهولاً، مما يثير قلقاً عميقاً بشأن مصيرهم.
وأشار تايلور إلى بصيص أمل ضئيل، حيث بدأت رسومات الأطفال في خيام التعليم تتحول من مركبات عسكرية وأسلحة إلى زهور وملاعب كرة طائرة، في مؤشر على إعادة ارتباطهم البطيء بالشعور بالأمان والروتين.



