أعلنت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) إنها قررت إغلاق مستشفاها في أولانق، بولاية أعالي النيل، بشكل دائم، وسحب دعمها من “13” مرفقًا للرعاية الصحية الأولية في المقاطعة، وذلك لأسباب أمنية.
ووفقًا لبيان صحفي تلقي راديو تمازج نسخة منه الثلاثاء، علّقت منظمة أطباء بلا حدود جميع خدماتها الطبية في 14 أبريل/نيسان 2025 بعد أن اقتحم مسلحون المستشفى ومكاتبه، وهددوا الموظفين والمرضى، ونهبوا ودمروا ممتلكات في جميع أنحاء المنشأة بعنف.
وتابع البيان “دُمّرت البنية التحتية للمستشفى، التي استثمرت فيها منظمة أطباء بلا حدود ملايين اليوروهات، تدميرًا كاملًا. إضافةً إلى ذلك، نهب المتسللون أدويةً بقيمة 135,000 يورو، وهي كافية لتشغيل المستشفى لأشهر ورعاية آلاف المرضى”.
ووفقًا للمنظمة الخيرية الطبية، فقد أدى هذا إلى تدمير المستشفى وتعطيله عن العمل.
ويقول زكريا مواتيا، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، أنه تم نهب المعدات الطبية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، و سراير المرضى، وإمدادات طبية تكفي لحوالي تسعة أشهر، بما في ذلك طائرتان محملتان بأدوات جراحية وأدوية سُلّمت قبل أسبوع واحد فقط.
وأضاف “لقد تركتنا الخسائر الفادحة الناجمة عن النهب دون الموارد اللازمة لمواصلة العمليات. لم يعد أمامنا خيار سوى اتخاذ القرار الصعب بإغلاق المستشفى ودعمنا لـ 13 مرفقًا للرعاية الصحية الأولية، حيث كانت جميعها تعتمد على المستشفى في الإمدادات الطبية والإحالات والدعم الفني”.
هذا الهجوم الثاني على منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة في أقل من ثلاثة أشهر.
في يناير/كانون الثاني، تعرض قاربان يحملان علامات واضحة لمنظمة أطباء بلا حدود، وكانا في طريقهما إلى أولانق بعد توصيل الإمدادات الطبية إلى مستشفى مقاطعة ناصر، لإطلاق نار من قِبل مسلحين مجهولين، مما أجبر جميع من كانوا على متنهما على القفز في الماء والسباحة إلى بر الأمان.
بعد أقل من شهر من النهب، قُصف مستشفى آخر لمنظمة أطباء بلا حدود في فنجاك القديمة، مما أجبر المنظمة على تعليق أنشطتها.
وأفاد البيان “أن مثل هذه الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تُعيق بشدة وصول المجتمعات المحلية، التي تعتمد على منظمة أطباء بلا حدود للحصول على المساعدة الطبية، إلى خدمات الرعاية الصحية”.
وأضاف مواتيا إن إغلاق مرافق منظمة أطباء بلا حدود ترك المنطقة الممتدة لأكثر من 200 كيلومتر، من الحدود الإثيوبية إلى ملكال، دون أي مرفق رعاية صحية ثانوية.
لا يزال الوضع الأمني في المنطقة متقلبًا، مع استمرار الاشتباكات في المناطق المجاورة.
منذ انطلاقه عام ٢٠١٨، قدّم مشروع منظمة أطباء بلا حدود في أولانق خدمات رعاية صحية حيوية لأكثر من ١٥٠ ألف شخص في جميع أنحاء مقاطعة أولانق، وشمل ذلك إدارة مستشفى للرعاية الثانوية ودعم ١٣ مرفقًا للرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء المنطقة.
وعلى مدى السنوات السبع الماضية، أجرت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من ١٣٩,٧٣٠ استشارة خارجية، واستقبلت ١٩,٣٥٠ مريضًا، وعالجت ٣٢,٩٦٦ حالة ملاريا، وساعدت على 2,685 ولادة، من بين خدمات أساسية أخرى.
خلال هذه الفترة، سهّلت منظمة أطباء بلا حدود أيضًا إحالة المرضى بالقوارب على طول نهر السوباط، وقدمت الدعم لمستشفى مقاطعة ناصر، واستجابت للعديد من حالات الطوارئ وتفشي الأمراض.
وذكر بيان المنظمة الخيرية الطبية “على الرغم من هذه الإغلاقات، لا تزال منظمة أطباء بلا حدود ملتزمة بتلبية احتياجات الرعاية الصحية للنازحين والفئات الأكثر ضعفًا في مقاطعتي أولانق وناصر”.
وأضاف البيان “يقوم فريق طوارئ متنقل بتقييم الاحتياجات والاستعداد لتقديم خدمات رعاية صحية قصيرة الأجل على طول ممر السوباط، حيثما تسمح الظروف الأمنية بذلك”.
وتواصل منظمة أطباء بلا حدود تقديم خدمات الرعاية الصحية في مشاريعها الأخرى في ولاية أعالي النيل، بما في ذلك مقاطعتي ملكال والرنك.