26 ضحية في 7 أشهر: جنوب السودان من أخطر الدول على عمال الإغاثة

Aid workers deliver food to Pibor in 2013. (Photo credit: OCHA)

بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني اليوم “الثلاثاء”، 19 أغسطس، يظل جنوب السودان أحد أخطر الأماكن في العالم على العاملين في هذا المجال، حيث يحتل المرتبة الثانية هذا العام حتى الآن، وفقاً لقاعدة بيانات أمن العاملين في مجال الإغاثة.

وقالت أنيتا كيكي قبيهو، مُنسقة الشؤون الإنسانية في جنوب السودان: “في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نحيي العاملين في المجال الإنساني في جنوب السودان وحول العالم، ونتذكر أولئك الذين فقدوا حياتهم أثناء أدائهم لواجبهم، ونحشد الدعم للمتضررين من الأزمات”.

وأوضح بيان صحفي صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الثلاثاء أنه منذ بداية العام في جنوب السودان، وقعت 26 إصابة، بما في ذلك مقتل أو إصابة 15 عاملاً إنسانياً و11 مقاولا، وهي زيادة مقلقة للغاية مقارنة بـ 15 شخصاً خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وجاء في البيان: “بين يناير ويوليو 2025، تم الإبلاغ عن أكثر من 200 حادثة عنف مباشر ضد العاملين في المجال الإنساني وممتلكاتهم، بزيادة عن 176 حادثة العام الماضي. كما أجبر تزايد انعدام الأمن 56 عاملاً إنسانيا على مغادرة مناطق عملياتهم.

وذكر مكتب (أوتشا) أن معظم العاملين في المجال الإنساني في جنوب السودان هم مواطنون من جنوب السودان، يخدمون مجتمعاتهم بشجاعة والتزام استثنائيين.

وأشار البيان إلى أن “موضوع هذا العام: “العمل من أجل الإنسانية”، يحمل أهمية كبيرة في جنوب السودان، حيث يواصل العاملون في المجال الإنساني تقديم المساعدة وسط الفيضانات المتكررة (من المتوقع أن يتأثر 1.6 مليون شخص)، وتزايد الاحتياجات الإنسانية (أكثر من 70% من السكان)، وتناقص الموارد، وتصاعد العنف (355 ألف نازح منذ يناير 2025).”

ووفقا لمكتب (أوتشا)، يواصل العاملون في المجال الإنساني التواجد والعمل بالتعاون الوثيق مع السلطات والمجتمعات للوصول إلى المحتاجين. حتى يونيو 2025، وصل الشركاء إلى حوالي 3.2 مليون شخص بمساعدات منقذة للحياة، أي ما يعادل 59% من هدف خطة الاستجابة لعام 2025، وذلك عبر جميع الوسائل المتاحة وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها والمتأثرة بالصراع.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية: “في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى العاملين في المجال الإنساني أكثر من أي وقت مضى، يواجه المجتمع الإنساني ضغوطا هائلة، بدءاً من انخفاض التمويل وصولا إلى تصاعد الهجمات ضد العاملين، بما في ذلك الإصابات والاختطافات والقتل”.

وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني، دعا المجتمع الإنساني الحكومة والجهات الفاعلة من غير الدول وأصحاب المصلحة إلى حماية وضمان سلامة المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، والعاملين في المجال الإنساني، وضمان وصولهم إلى المحتاجين.

كما حث مكتب (أوتشا) المجتمع الدولي على مواصلة دعمه لجنوب السودان في رحلته نحو السلام والتعافي والمرونة.

واختتم بيان مكتب (أوتشا) قائلاً: “في هذا اليوم، نكرم التزام العاملين في المجال الإنساني الذين يصلون يوميا إلى المحتاجين بالمساعدات المنقذة للحياة، غالبا تحت أقسى الظروف وأكثرها خطورة”.