ياكاني يستقيل من رئاسة شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان

قدم المدافع عن حقوق الإنسان في جنوب السودان، إدموند ياكاني، استقالته من رئاسية شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان، داعياً المدافعين عن حقوق الإنسان إلى التمسك بالاحترافية ورفض الانقسامات العرقية.

وخلال حديثه في الحفل الرابع لتوزيع جوائز المدافعين عن حقوق الإنسان في جوبا اليوم الثلاثاء، حذر ياكاني من أن هذه الأوسمة يجب ألا تغذي الكراهية أو المكاسب الشخصية. وقال إن الهدف من الحدث هو الاعتراف بالتفاني الجماعي، وليس تمجيد الأفراد.

وقال ياكاني، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم “كونك حاصلاً على الجائزة لا يجعلك أنت الشخص المميز، إنها مجرد كلمة شكر على تفانيكم”.

وأشاد بالاتحاد الأوروبي لدعمه عبر قسم الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، والذي قال إنه كان عنصراً أساسياً في استدامة الشبكة المحلية.

شمل الحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، ووكالات الأمم المتحدة، ومفوضية جنوب السودان لحقوق الإنسان.

وقاد ياكاني دقيقة صمت حدادا على المدافعين عن الحقوق الذين قُتلوا أو تعرضوا للاضطهاد في صراعات غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى، وقال: “نحن عائلة واحدة في جميع أنحاء العالم”.

وحذر من أن بعض الحاصلين على الجوائز في الماضي أصبحوا لاحقاً مُعتدين على المبادئ التي دافعوا عنها، خاصة بعد انضمامهم إلى المؤسسات الحكومية.

وقال: “أولئك منا الذين يغادرون مساحة المدافعين عن حقوق الإنسان، وينضمون إلى المسؤولية الحكومية، نصبح الأسوأ في تضييق المساحة المدنية”.

وحذر ياكاني، الفائزين بالجوائز من التحيز العرقي وخطاب الكراهية والتضليل، مشيراً إلى أن الشبكة “تراقب” أولئك الذين يسيئون استخدام مواقعهم.

وأضاف: “إذا استخدمتم جوائزنا للترويج للعرقية أو خطاب الكراهية أو التضليل أو العنف، فسوف نسحب الجائزة”.

وأعلن ياكاني، استقالته من منصب رئيس شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان في جنوب السودان، مشيراً إلى زيادة التزاماته، بما في ذلك قيادة منتدى إقليمي يضم 13 دولة.

وأعلن ياكاني، أن المدافعة عن الحقوق كريستين، سوف تستسلم المنصب من بعده، وحث على انتقال سلمي للسلطة.

وقال مازحاً: “لا ترسلونها إلى الأدغال، لا تجعلونا نهرب”.

ومن المتوقع أن تترأس كريستين، في دورها الجديد، حفل توزيع جوائز هذا العام.

وأكد السفير المعيّن للاتحاد الأوروبي لدى جنوب السودان، بيلي إنارسون، مجدداً “الالتزام الراسخ” للتكتل تجاه حقوق الإنسان العالمية في تصريحاته. وقال إن حقوق الإنسان تظل ضرورية للكرامة والسلام والديمقراطية والتنمية المستدامة.

وأشار السفير إنارسون إلى أن الأزمات العالمية من الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى الصراع في السودان المجاور لا تزال تقوض حقوق المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.

وقال إن التغيير الهادف يتطلب دعماً مستمراً، وتعاوناً، وتمكين الشباب، مشيداً بدور المدافعين عن حقوق الإنسان في جنوب السودان.

وشدد المبعوث على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام والمجتمع المدني، والداعين جميعهم إلى المساءلة والسلام والعدالة.

في أثناء ذلك، قال نائب رئيس مفوضية جنوب السودان لحقوق الإنسان، إيزيكيا جيبسون، الذي عمل ضمن لجنة تحكيم الجوائز، إن الاختيارات تمت “بإنصاف، وعلى أساس الجدارة”. وأقر بأن المفوضية تواجه تحديات مؤسسية، لكنه تعهد بالوقوف “معا” مع النشطاء.

وأشاد جيبسون بشجاعة المدافعين عن حقوق الإنسان في بيئة “معادية” تتسم بحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، والاعتقالات التعسفية، والإفلات من العقاب، قائلاً إنهم يظلون صوت من لا صوت لهم في جنوب السودان.