قالت الممثلة الأمريكية بالإنابة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، يوم الاثنين، إنه من “المخيب للآمال بشدة” أن حكومة جنوب السودان الانتقالية لم توفر بعد السلام والاستقرار الذي يستحقه الشعب.
وأكدت السفيرة شيا، في إفادة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الوضع في جنوب السودان، أنه على الرغم من الجهود الدولية الكبيرة لدعم التعافي والاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد، إلا أن القادة هناك فشلوا في إظهار الإرادة السياسية للوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق السلام. وتشمل هذه الالتزامات دمج القوات المسلحة، واستخدام الإيرادات العامة بشفافية، وتوفير مساحة مدنية، ونبذ العنف كوسيلة للتنافس السياسي.
وشددت على أن قادة جنوب السودان من جميع الأطراف يتحملون مسؤولية هذا الفشل.
وأضافت السفيرة: “في الآونة الأخيرة، أشارت تصرفات القيادة في جنوب السودان إلى التخلي الفعلي عن اتفاق السلام لعام 2018 الذي تقوم عليه الحكومة الانتقالية. لا يمكننا الادعاء بأن الاتفاق يُنفذ بينما النائب الأول للرئيس مشار قيد الإقامة الجبرية، وآخرون من حزبه رهن الاعتقال، وتستمر الضربات العسكرية لقوات دفاع شعب جنوب السودان ضد مواطنيهم”.
وتابعت: “لا تزال أجيال من مواطني جنوب السودان محاصرة في حلقة من الصراع، والحاجة الماسة، والحرمان من الحقوق بسبب انعدام الإرادة السياسية لدى قادتهم لتغيير نظام يوفر لهم السلطة”.
ووفقا للمبعوثة الأمريكية، فإن العنف الأخير في ولايات أعالي النيل وجونقلي وأجزاء أخرى من جنوب السودان يسلط الضوء على العواقب المدمرة لهذا الفشل.
وقالت: “كما يبرز تقرير الأمين العام الصادر في 7 أغسطس، أدت الضربات الجوية والهجمات البرية بين 1 أبريل و15 يوليو إلى نزوح 300 ألف شخص، بينما أدت العمليات العسكرية المتصاعدة إلى مقتل مئات المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية. النساء والفتيات يعانين من العنف الجنسي المرتبط بالصراع، ويتم تشويه الأطفال أو قتلهم أو تجنيدهم قسرا للقتال. كما أجبرت الأزمة المتصاعدة أكثر من 132 ألف مواطن على البحث عن ملجأ في البلدان المجاورة بين 1 أبريل و15 يوليو، مما زاد من زعزعة استقرار المنطقة وأرهق الدول المضيفة”.
وأكدت أن الصراع يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل، وأن أكثر من 70% من السكان يحتاجون الآن إلى المساعدة الإنسانية.
وذكرت أن “الخدمات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي قد أُعيقت بشكل منهجي بسبب الصراع الأخير وعقود من العنف ضد العاملين في المجال الإنساني والفساد”.
وأوضحت الدبلوماسية أن هذه الإجراءات الأحادية من قبل الحكومة الانتقالية تنتهك بوضوح اتفاق السلام لعام 2018، وتقوض الوحدة، وتهدد بإعادة البلاد إلى حرب أهلية أخرى، وتحرم شعب جنوب السودان من السلام والازدهار.
وأضافت: “نحث جميع الأطراف بقوة على وقف الأعمال العدائية فورًا، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين المحتجزين ظلمًا، وإعادة الالتزام بمبادئ الحوار لمنع المزيد من العنف”.
وجددت شيا دعوة الولايات المتحدة للحكومة الانتقالية للانخراط في حوار حسن النية مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، لضمان أن تتمكن البعثة من تنفيذ مهامها بالكامل دون أي عوائق.
واختتمت حديثها قائلة: “نشكر الرجال والنساء العاملين في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان”.