تعاني أكثر من 12 ألف أسرة نازحة استقرت مؤخراً في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، من انعدام خدمات المياه والصحة والغذاء، وسط مناشدات للمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل.
وقال الغالي دودو أكزم، مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية بجنوب دارفور، إن 12,403 أسرة وصلت إلى نيالا من ولايات النيل الأزرق، الخرطوم، النيل الأبيض والفاشر، مشيراً إلى أن النازحين موزّعون بين مدارس داخل المدينة ومخيم صابرين الجديد الواقع على بعد ستة كيلومترات شمال نيالا.
وأضاف أن “النازحين لم يحصلوا على أي خدمات إنسانية منذ وصولهم، باستثناء كميات غير كافية من مياه الشرب”، وناشد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للتدخل السريع.
ساعات من السير للحصول على الماء
في إفادات لراديو تمازُج، قالت عواطف حسين، وهي نازحة تقيم في مخيم صابرين، إنهم يضطرون للسير أكثر من ساعة ونصف يومي لجلب المياه، ووصفت الظروف في المعسكر بـ”القاسية”.
وأضافت “نحتاج للماء والعلاج، نحمل الجِركانات على ظهورنا، ولا يصلنا شيء كافٍ”.
وقالت زهراء يوسف عمر إن الأطفال في المخيم أكثر الفئات تضرراً، نتيجة انتشار الأمراض وانعدام الدواء.
أما جدة أحمد عبدالله، التي فرت من الفاشر، فقالت إنهم كانوا يعيشون في “نعمة وأمان قبل الحرب”، والآن يعيشون في مساكن لا تقي من حر الشمس أو برد الليل، مضيفة: “نحتاج إلى مشمّعات للإيواء وطعام ودواء”.
تأتي هذه الموجة من النزوح في ظل تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني في ولايات عديدة، ودفع آلاف المدنيين إلى الفرار نحو مناطق أكثر أماناً.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 8.5 مليون شخص نزحوا داخلياً منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وسط انهيار شبه تام في الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية.
ويواجه معظم النازحين صعوبات في الحصول على أبسط مقومات الحياة، في وقت تعاني فيه منظمات الإغاثة من ضعف التمويل، والقيود الأمنية، وصعوبة الوصول إلى مناطق النزوح، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم.