قالت نساء في معسكر كلمة للنازحين، الواقع شرق مدينة نيالا في جنوب دارفور، إنهن يواجهن ظروفاً إنسانية قاسية في ظل انقطاع المساعدات الغذائية والدوائية منذ أكثر من عام، وتدهور الأوضاع الأمنية خارج المعسكر، حيث تتعرض النساء لاعتداءات جنسية أثناء خروجهن لجمع الحطب أو العمل.
وأضافت حليمة إسماعيل، وهي نازحة في المعسكر، لراديو تمازج، أنها تتردد على المركز الصحي لعلاج طفلها المريض. وقالت “يعاني الناس من انعدام الغذاء والدواء”، مطالبة بعودة المساعدات الإنسانية إلى المخيم.
ويعد معسكر كلمة من أكبر مخيمات النزوح في دارفور، حيث أسس عام 2004 بعد اندلاع الحرب بين الحركات المسلحة والقوات الحكومية، ويقطنه حالياً نحو 130 ألف شخص، بينهم نازحون جدد فروا من أحياء مدينة نيالا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وذكرت إقبال آدم، وهي نازحة أخرى، أن المواد الأساسية مثل الصابون وبسكويت التغذية للأطفال غير متوفرة.
فيما قالت عازة محمد إن مراكز علاج سوء التغذية داخل المعسكر مكتظة، مشيرة إلى أن الوضع كان أفضل قبل توقف المساعدات.
وأضافت “إذا خرج الرجل خارج المعسكر يُقتل، وإذا خرجت المرأة تتعرض للاغتصاب”.
ومن جانبه قال آدم رجال، المتحدث باسم اللجنة العليا للنازحين في دارفور، إن المنظمات الإنسانية انسحبت من المعسكرات بعد اندلاع الحرب، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وأضاف “نازحو معسكر كلمة يعيشون في أوضاع صعبة، ولم تصلهم مساعدات منذ أكثر من عام، ما أدى إلى تفشي سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن”.
وتخضع مدينة نيالا ومعسكر كلمة المجاور لها لسيطرة قوات الدعم السريع منذ نوفمبر 2023. وتقول منظمات حقوقية إن تدهور الوضع الأمني في دارفور وانسحاب المنظمات الدولية من مناطق واسعة يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.