مقتل 17 شخصا بينهم مدنيون في اشتباكات مسلحة بطمبرا

أسفرت اشتباكات عنيفة وقعت نهاية الأسبوع الماضي بين القوات الحكومية ومجموعة مسلحة في مقاطعة طمبرا بولاية غرب الاستوائية عن مقتل سبعة عشر شخصاً على الأقل وتشريد الآلاف من منازلهم.

وأكد ماثيو مابينق، محافظ مقاطعة طمبرا، لراديو تمازج وقوع الضحايا، مشيراً إلى أن القتال دار في مدينة طمبرا وزانغيا وسيناكبورو. وقال: “قُتل ثلاثة مدنيين وجنديان من قوات دفاع شعب جنوب السودان، و12 فرداً من المجموعة المسلحة، وقد ألقينا القبض أيضا على أربعة مشتبه بهم على صلة بالاشتباكات”.

وأضاف أن القوات الحكومية استعادت أسلحة وذخيرة، ونُشِرَت تعزيزات من الفرقة السادسة لقوات دفاع شعب جنوب السودان للمساعدة على استعادة النظام.

أزمة إنسانية متفاقمة

وأدى هذا الصراع إلى أزمة إنسانية حادة، حيث فر الآلاف من منازلهم وسط استمرار العنف وانعدام الأمن. وصرحت لوسي إدوارد، المنسق العام لمفوضية الإغاثة وإعادة التأهيل في المقاطعة بالإنابة، لراديو تمازج، بأن الاحتياجات على الأرض تتزايد يوما بعد يوم، وأن “الجوع هو الشغل الشاغل الأكثر إلحاحاً”.

وقالت إن تم إنشاء 11 مخيماً للنازحين، وتؤوي منطقة موبوي وحدها أكثر من ألفي أسرة نازحة. كما أشارت إلى تدهور الأوضاع في منطقة بيمبوكي المجاورة، حيث لا تزال المدارس مغلقة والرعاية الصحية محدودة.

وأوضحت أن قدم التقرير عن الوضع الإنساني، إلى الشركاء الإنسانيين، وأنهم في انتظار الرد للتدخل.

دعوات للعدالة وسحب القوات

في رسالة شديدة اللهجة بتاريخ 23 يوليو، أدان شباب مجلس شباب قبيلة “بلندا” ما صفوه بالهجمات المستهدفة ضد مجتمع بلندا في طمبرا. وطالبوا بنقل الجنرال جيمس ناندو، زاعمين أن قواته تُستخدم لقمع مجتمع بلندا.

ورفضت الرسالة المزاعم التي تربط العنف بالحاكم السابق ألفريد فوتويو، مؤكدة أن “بلندا ليس لديهم أي انتماء سياسي، ويدافعون عن أنفسهم من الميليشيات”.

وتابعت: “نريد التعايش السلمي، لكن إذا استمرت عمليات القتل، فسندافع عن أنفسنا، ولم يعد بإمكاننا البقاء صامتين، بينما يُبَاد مجتمعنا”.

كما أدان إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، عمليات العنف، واصفاً إياه بأنه مدفوع سياسي وعرقيا.

وقال إن المدنيين في مناطق ساناكبورو، بانجارو، زانغيا، وناباريا، فروا إلى الغابات بدون طعام أو مأوى أو مساعدة طبية.

واتهم ياكاني الجهات الفاعلة السياسية والعسكرية ذات النفوذ باستخدام موارد الدولة لتعزيز الانقسام العرقي، محذرا من أن “هذا العنف ليس عفويا، إنه مدبر من قبل أفراد في الدوائر الحكومية والعسكرية يسعون لتحقيق أجندات شخصية وسياسية”.

وحث ياكاني، الرئيس سلفا كير على التدخل العاجل ومحاسبة الجناة.

وقال اللواء لول رواي كونق، المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان لراديو تمازج، إن مكتبه لم يتلق تقريراً عن الاشتباكات في طمبرا.