لقي ما لا يقل عن 13 شخصاً، بينهم امرأة، مصرعهم وأصيب سبعة آخرون في اشتباكات عشائرية عنيفة اندلعت الأحد الماضي في مقاطعة اولانق بولاية أعالي النيل بجنوب السودان، حسبما أفاد مسؤولون محليون.
وشهدت اولانق، الواقعة شرق ولاية أعالي النيل، في السابق أعمال عنف بين الشباب المحلي وقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان (SSPDF)، إلا أن المنطقة كانت قد شهدت هدوءاً نسبياً بعد انتشار الجيش فيها.
وصرح العميد نيال باتوانق، مفوض مقاطعة اولانق، لإذاعة تمازج يوم الأربعاء أن القتال اندلع بين عشيرتي “شي-روم” و “شي-مانباثني” المنتميتين إلى مجتمع “شي-لانق” في منطقة دوما.
وأضاف باتوانق: “هاجمت عشيرة سي-روم عشيرة سي-مانباثني حوالي الساعة الخامسة صباحاً يوم الأحد. قُتل ثلاثة عشر شخصاً، بينهم امرأة. وقد هدأت الأوضاع منذ ذلك الحين بعد تدخل قادة المجتمع.”
وعند سؤاله عن سبب الاشتباكات، أشار باتوانق إلى نزاعات قديمة لم يتم حلها، مما أدى إلى هجمات انتقامية. وأوضح: “قبل أسبوع، أخذت عشيرة سي-روم ماشية من عشيرة سي-مانباثني. بدأ النزاع بعد أن تشاجر شخصان.”
وأفاد المفوض أن السلطات تعمل على منع المزيد من العنف من خلال نشر قوات الأمن، لكنها تواجه تحديات بسبب الموارد المحدودة وانتشار الأسلحة بين الشباب المحلي. ودعا باتوانق القادة التقليديين إلى لعب دور أكبر في حل النزاعات، مشدداً على أهمية تعزيز حوار السلام وضرورة وجود الشرطة والجيش، لكنه أشار إلى صعوبة الوصول بسبب موسم الأمطار.
كمين مسلح واستهداف المسؤولين
وفي سياق منفصل، ذكر المفوض أنه تم التعرف على المسلحين الذين نصبوا له كميناً الأسبوع الماضي أثناء سفره إلى مقاطعة الناصر، على أنهم مقيمون من اولانق عبروا الحدود الإثيوبية. وأضاف أنه تم إبلاغ حرس الحدود الإثيوبيين.
وقال باتوانق: “إنهم مجموعات إجرامية جاءت من الحدود الإثيوبية. إنهم من جنوب السودان من اولانق فروا من العنف الأخير. لقد نصبوا لي كميناً لكن لم يتم القبض عليهم.”
وأشار باتوانغ إلى أن المنطقة أصبحت الآن مستقرة نسبياً، مما يسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم والاستعداد للزراعة، على الرغم من انخفاض هطول الأمطار هذا العام.
إدانات برلمانية ودعوات للدعم
في غضون ذلك، أدان لونج بييل، عضو المجلس التشريعي لولاية أعالي النيل وممثل اولانق، العنف بين العشائر، واصفاً إياه بأنه “خسارة مأساوية لأرواح بريئة”. وأكد أن المشرعين يعملون مع السلطات لمعالجة الاشتباكات المتكررة.
وقال بييل: “الصراع بين سي-روم وسي-مانباثني يتكرر باستمرار، وتُزهق أرواح بريئة. أعمال القتل الانتقامية تزيد الوضع سوءاً.”
وأضاف: “ندين أعمال القتل. يجب على حكومة الولاية دعم المفوض باتوانق لتحسين الأمن في اولانق.”