أعلنت قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها يوم الثلاثاء عن تشكيل تحالف حكم جديد، مطلقين عليه اسم “تأسيس“، ومعينين قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف على نطاق واسع بـ”حميدتي”، زعيماً له، والزعيم المتمرد عبدالعزيز آدم الحلو نائباً له.
ويأتي هذا الإعلان، الذي تم في مؤتمر صحفي بنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، كخطوة نحو تأسيس إدارة موازية في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وذلك بعد مرور أكثر من عام على الحرب مع الجيش السوداني.
ظهر تحالف “تأسيس” لأول مرة في فبراير عندما وقعت قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة الحلو، وفصائل سياسية ومدنية أخرى، ميثاقاً في نيروبي. وقد تأخر إطلاقه بسبب خلافات داخلية، بحسب التقارير.
صرح علاء الدين نقود، المتحدث باسم التحالف، لإذاعة تمازج بأن المجموعة قد وضعت اللمسات الأخيرة على ميثاقها وشكلت مجلساً قيادياً مكوناً من 31 عضواً. وإلى جانب حميدتي والحلو، تم تعيين مكين حامد تراب مقرراً.
وندد نقود بما أسماه “السودان القديم” و”مؤسساته الفاسدة المنهارة”، حثاً المؤيدين على المساعدة في بناء دولة جديدة. وقال: “إن إنهاء الحرب الآن يتطلب مواجهة الطرف الذي أشعلها ويسعى لإطالة أمد الصراع بتخريب المفاوضات.”
وأضاف نقود أن المكتب القيادي سيعمل بمثابة الذراع التنفيذي للتحالف، مع تشكيل لجان إضافية حسب الحاجة. وأوضح أن الحكومة المتصورة ليست غاية في حد ذاتها، بل أداة لتنفيذ مشروع وطني جديد قائم على “مبادئ دستورية غير قابلة للتفاوض” تركز على احتياجات المواطنين.
وأشار نقود إلى أن المجلس يضم ممثلين عن الموقعين وشخصيات مستقلة، مؤكداً أن التحالف يضم فصائل سياسية، وجماعات مسلحة، ونقابات، ومهنيين، ومجتمعات مهمشة. وقال: “تم توزيع الأدوار بوضوح بين القيادة والحكومة المستقبلية والمجلس الرئاسي لتقاسم المسؤوليات السياسية والتفاوضية وتقديم الخدمات.”
أشار نقد إلى أن هذه الخطوة تساعد في توحيد القوى المدنية، لكنها تتطلب “اعترافاً واضحاً بسبب فشل التحالفات السابقة وجذور الأزمة السودانية”، والتي ألقى باللوم فيها على “التهميش الثقافي والسياسي والاقتصادي.”
وأضاف أن ميثاق “تأسيس” يحدد “كيف ينبغي حكم السودان” من خلال مبادئ دستورية ثابتة، مقدماً مساراً للمجموعات التي تسعى إلى الانفصال عن تاريخ السودان المضطرب.