طالب المشاركون في منتدى العدالة الانتقالية، الذي انعقد يوم الثلاثاء لتقييم الوضع والتحديات وسبل المضي قدمًا في تعزيز العدالة الانتقالية، بالإسراع في تفعيل مؤسسات العدالة الانتقالية الرئيسية، ولا سيما لجنة الحقيقة والمصالحة والتعافي، والشروع في خطوات نحو إنشاء محكمة مختلطة لجنوب السودان.
واجتمعت الجهات المعنية من المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والشركاء الدوليين وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس)، في فندق فاير تري بجوبا.
وأعرب المشاركون عن قلقهم العميق إزاء تصاعد التوترات التي تهدد استقرار اتفاق السلام.
ووفقًا لبيان صحفي تحصل راديو تمازج على نسخة منه، أكد المشاركون أنه بدون إحراز تقدم ملموس في جهود تقصي الحقائق والمساءلة والتعويضات، ستظل رحلة جنوب السودان نحو السلام المستدام هشة وغير مؤكدة.
وجاء في البيان “عُقد المنتدى في لحظة محورية للبلاد، وركز على تعزيز الحوار والتنسيق حول تطبيق آليات العدالة الانتقالية المنصوص عليها في الاتفاق المُعاد تنشيطه”.
وحثّ المشاركون الحكومة الانتقالية على وقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والكف عن خطاب الكراهية، والانخراط في حوار شامل يتماشى مع روح ونص اتفاق السلام، وذلك في إطار تهيئة بيئة مواتية لتطبيق آليات العدالة الانتقالية وغيرها من الأحكام الرئيسية للاتفاق.
وأكد المشاركون على الحاجة الملحة لتفعيل مؤسسات العدالة الانتقالية الرئيسية – ولا سيما لجنة الحقيقة والمصالحة والتعافي – والشروع في خطوات نحو إنشاء المحكمة المختلطة لجنوب السودان.
وأضاف البيان “إن التأخير في تفعيلها يعيق السعي إلى الحقيقة والمساءلة والتعافي، مما يُقوّض عملية المصالحة وبناء الثقة وتحقيق سلام دائم في جنوب السودان”.
كما دعا المنتدى الأحزاب السياسية والهيئات التابعة لها إلى الامتناع عن تسييس عملية العدالة الانتقالية، وأوصى بعواقب واضحة وقابلة للتنفيذ في حال التدخل.
وأكد المنتدى على أهمية وضع الضحايا والناجين في صميم جهود العدالة الانتقالية، وضمان الإدماج الكامل للنساء والشباب والمجتمعات المهمشة في مرحلتي التصميم والتنفيذ.
ودعا إلى تخصيص وصرف التمويل الكافي لهيئة التعويضات والجبر في الوقت المناسب، لا سيما بعد التعيين الرسمي للقيادة المؤسسية.
وأكد مسؤولو بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) استعدادهم لدعم جهود العدالة الانتقالية في جنوب السودان، مشددين على أن العملية يجب أن تكون بقيادة محلية وملكية وطنية.
وحث المنتدى أصحاب المصلحة – بما في ذلك الجهات الفاعلة الوطنية، والهيئات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، وضامنو السلام، والأمم المتحدة، ودول الترويكا، والاتحاد الأوروبي، وجميع الشركاء الدوليين – على الوفاء بالتزاماتهم وضمان عدم تأخير العدالة أو المساس بها.
مجموعة عمل العدالة الانتقالية (TJWG) هي منصة مجتمع مدني تعمل على تعزيز العدالة الانتقالية في جنوب السودان، وهي تدعم تنفيذ الفصل الخامس من اتفاقية السلام المنشط.