أجازت الجمعية التشريعية الانتقالية الوطنية المنشطة في جنوب السودان، “الاثنين”، قرارات مبنية على نتائج بعثة تقصي الحقائق المتعلقة بالعنف والنزاع المسلح في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والجمعية العامة لمجالس نواب منطقة البحيرات العظمى.
قدم شارليس مجاك ألير دينق، رئيس الوفد، تقريران خلال جلسة برلمانية في جوبا “الاثنين”، وقد أجري تقرير بعثة تقصي الحقائق بشأن العنف والنزاع المسلح في شرق الكونغو الديمقراطية في الفترة من يوليو 2023 إلى مارس 2025. وتناول التقرير انعدام الأمن الإقليمي، مع التركيز على الأوضاع في السودان وجنوب السودان ورواندا.
وعُقدت الدورة العادية الخامسة عشرة للجمعية العامة لمنتدى مجالس نواب الدول الأعضاء في المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى في لواندا، أنغولا، في الفترة من 20 إلى 26 أبريل 2025.
في حديثه خلال الجلسة البرلمانية “الاثنين”، أدان البرلماني مجاك، النزاعات العنيفة التي تسبب بها الفاعلون المسلحون، والتي أدت إلى فقدان الأرواح ومعاناة ونزوح هائل للسكان في شرق الكونغو الديمقراطية. وقال إن ذلك أدى إلى هجرة قسرية، مما نتج عنه لاجئون أو نازحون داخليا.
وتابع: “نعبر عن قلقنا من الوضع الإنساني المقلق في شرق الكونغو الديمقراطية، ولا سيما الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص المحتاجين للحماية والمساعدة الإنسانية، ونحث الوكالات الإنسانية على مواصلة الاستجابة لاحتياجات النازحين داخليا واللاجئين وضحايا العنف الجنسي وغيرهم من الفئات الضعيفة من السكان، ونناشد جميع الجماعات المسلحة العاملة على نحو غير قانوني في الكونغو الديمقراطية بوقف الأعمال العدائية وفقا لعمليات السلام المختلفة”.
وأضاف: “نشجع حكومة الكونغو الديمقراطية على اغتنام فرصة الوحدة الوطنية، وتعزيز سيادة القانون، وحماية السلامة الإقليمية”.
وقال إن البعثة أكدت ضرورة أن تحافظ جميع الأطراف المعنية على التقدم المحرز في إيجاد مسار مستدام لإنهاء النزاع في شرق الكونغو الديمقراطية وتعزيزه. مضيفا أنهم لاحظوا بتفاؤل الالتزام السياسي الهام من قبل كل من الكونغو الديمقراطية ورواندا لمعالجة الخلافات القديمة بشكل ثنائي من خلال اتفاقيات بناءة.
وذكر أن الجمعية العامة لاحظت التطور الأخير للوضع السياسي والأمني والإنساني في منطقة البحيرات العظمى. وقال إن منطقة البحيرات العظمى أعربت عن قلقها بشأن الاشتباكات الأخيرة في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل بين القوات الحكومية ومجموعة ميليشيا النوير، “الجيش الأبيض”، في مارس 2025.
وفقا لمجاك، دعت الجلسة القيادة في جنوب السودان إلى السعي للحوار لحل التوتر السياسي بين الرئيس سلفا كير ميارديت والنائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار تينج.
من جانبه، قال بيتر لومودي فرانسيس، وهو مشرع يمثل مقاطعة نهر ياي عن تحالف المعارضة في جنوب السودان، إنه خلال المداولات بشأن منطقة البحيرات العظمى، أعربوا عن قلقهم بشأن القتال في الناصر.
وتابع: “أريد أن أقول إن الحادث الذي وقع في الناصر ينتشر الآن في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الدائرة الانتخابية التي أتيت منها، لقد حدث في الناصر، وذهب إلى أولانق، لونقشوك، وجزء من أكوبو، وجاء هنا إلى ضواحي جوبا. ثم إلى طمبرا، ومريدي، ويامبيو، وموروبو، وياي، وبعض أجزاء من شرق الاستوائية وأجزاء أخرى من البلاد”.
في أثناء ذلك، شدد قبريال قوت قوت، البرلماني، عن الأجندة الوطنية يمثل ولاية شمال بحر الغزال، على ضرورة أن ينفذ البرلمان القرارات التي تم تبنيها خلال جلسة منطقة البحيرات العظمى.
وقال: “علينا أن نسأل أنفسنا كيف سننفذ هذه القرارات، القرارات المتعلقة بجنوب السودان”.
وقالت رئيسة الجمعية التشريعية الانتقالية الوطنية المنشطة، جيما نونو كومبا، إن المجلس تبنى القرارات مع جميع التعديلات والملاحظات، وسوف ينفذ فقط القضايا المتعلقة بجنوب السودان.
وأضافت: “ما قرره البرلمان يجب أن يُبلغ به السلطة التنفيذية أيضا، لأن هذه القرارات سيتعين على السلطة التنفيذية تنفيذها، ومع ذلك، يجب على البرلمان تحديد القرارات المتعلقة بنا وتلك التي يمكننا تنفيذها، أو حيث يمكننا أن نؤدي دورا في التنفيذ”.
وانتقد آني دينق أكوك، عضو البرلمان عن الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة ممثلاً لولاية شمال بحر الغزال، الجمعية لمناقشتها قضايا أجنبية بدلا من القضايا الوطنية التي تؤثر في الشعب.
واحتج قائلاً: “دعونا نناقش قضايا جنوب السودان، ما مشكلتكم مع القضايا في الكونغو؟ لقد قرر ترامب التعامل مع هذه القضايا من واشنطن. أرجو من قيادتكم، دعونا نناقش مشاكلنا، كيس صغير من دقيق الذرة يكلف 500,000 جنيه؛ هذه هي القضايا التي نحتاج إلى مناقشتها عوضا عن قضايا الكونغو”.