تراجعت الخدمات الطبية في مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان هذا الأسبوع، بعد هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بينهم كوادر طبية، ودفع العاملون إلى مغادرة الموقع خشية تكرار الاستهداف.
وقع الهجوم في مطلع الأسبوع، ويُعتقد أن الطائرة المسيّرة أُطلقت من موقع يتبع للجيش السوداني، بحسب مصادر محلية. وأسفر القصف عن مقتل 40 شخصاً، من بينهم 26 فرداً من أسرة واحدة كانوا متواجدين بالمستشفى أثناء إجراء عملية جراحية لأحد أقاربهم.
الحادثة أثارت موجة إدانة واسعة. وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن “بالغ القلق” حيال التقارير التي أفادت بوقوع الهجوم على المرفق الطبي، مشيراً إلى أن استهداف المنشآت الصحية يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
وفي حديثه لراديو تمازُج، نفى المدير الطبي لمستشفى المجلد، الدكتور محمد أحمد، وجود أي مظاهر عسكرية داخل المستشفى “تبيح استهدافه”، مؤكداً أن المرفق ظل طوال شهور الحرب في حالة حياد، ويقدّم خدماته لجميع السكان دون تمييز. وأضاف: “بعد الهجوم تغيب الكوادر خوفاً من تكرار الضربة، مما تسبب في تدهور الخدمة العلاجية”.
من جهته، وصف المدير الإداري للمستشفى، بخيت بابو، القصف بأنه “ضرب للإنسانية” وسبب في “تهجير الطواقم الطبية”، مشيراً إلى أن المستشفى يضم أقساماً حيوية مثل غسيل الكلى والجراحة وطب الأطفال.
رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان، يوسف عليان، أدان الهجوم، قائلاً إن ما حدث “لا يشبه الأخلاق ولا القيم”، إذ استُهدف مدنيون عزل وكوادر طبية أثناء تأدية مهامهم. وتأسف على مقتل عائلة بأكملها، قائلاً إن”26 من أسرة ونيس قُتلوا في لحظة واحدة أثناء مرافقتهم لمريض في غرفة العمليات”.
ويعاني النظام الصحي في مناطق النزاع من تدهور متسارع، حيث تسببت الحرب الممتدة منذ أكثر من عام في خروج مئات المرافق الصحية عن الخدمة، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية وتراجع أعداد الكوادر المؤهلة. الهجوم الأخير على مستشفى المجلد يعمّق الجراح، ويزيد من عزلة سكان المنطقة الذين يعتمدون على المستشفى كمرفق علاجي رئيسي في الإقليم.