زيارة الاتحاد الأفريقي لجوبا تنتهي بـ”لا تقدم” في قضية المعتقلين

أصدر وفد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام في جنوب السودان، بيانا تعهد فيه بدعم عملية السلام والانتخابات المخطط لها في البلاد. لكن مراقبين يقولون إن الزيارة فشلت في معالجة الأزمات السياسية المتعمقة، بما في ذلك قضية المعتقلين السياسيين.

الوفد، الذي ترأسه السفير الجزائري محمد خالد، الرئيس الدوري للمجلس لشهر أغسطس، التقى مسؤولون حكوميون، ودبلوماسيون أجانب، وشخصيات سياسية، ومجموعات من المجتمع المدني في جوبا.

وفي بيان اطلعت عليه راديو تمازُج، أعاد المجلس تأكيد دعمه لاتفاق السلام لعام 2018، ورحب بالتزام الرئيس سلفا كير ميارديت بإجراء الانتخابات بحلول ديسمبر 2026.

لكن بيان الوفد الأفريقي، تجنب التطرق إلى أحد أكثر القضايا إثارة للجدل، وهي الإقامة الجبرية للنائب الأول للرئيس رياك مشار، المعتقل منذ شهر مارس. كما أن ليس هناك تأكيد أن الوفد قابل رياك مشار.

وقال المحلل السياسي بابويا جيمس إدموند، أن هذه المهمة كانت يحتاجه شعب جنوب السودان بشدة، متهما القيادة في جنوب السودان باستخدام الزيارات الدبلوماسية كستار دخان، بينما تعرقل الإصلاحات. مبينا أن إذا كان قلوب القادة غير منفتحة للسلام، فلا يمكن ان ينعم البلاد بالبلاد.

وعبر إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع المدني، عن إحباطه، مشيرا إلى أن البيان الصادر عن الاتحاد الأفريقي بعد الزيارة يفتقر إلى التزامات ملموسة.

وقال إن المجلس تجنب ذكر دعم الاتحاد الأفريقي للحوار السياسي أو إطلاق سراح المعتقلين. وتابع :”تجنب البيان العديد من الحقائق التي كان المجتمع المدني يتوقعها”.

 وحذر من أنه بدون مفاوضات شاملة، فإن عملية السلام قد تصبح “مجرد وعد على ورق”.

ويصر المسؤولون الحكوميون على أن اعتقال مشار مسألة جنائية وليست سياسية، لكن مع اقتراب موعد الانتخابات، يتزايد الضغط على الاتحاد الأفريقي والتكتل الإقليمي “إيقاد” لربط أي دعم مستقبلي بتقدم ملموس، بما في ذلك إطلاق سراح المعتقلين وإحياء الإصلاحات المتوقفة.