نعت الأوساط الفنية والثقافية في السودان، يوم الثلاثاء، الفنان الموسيقار الكبير الدكتور عبد القادر سالم، الذي وافته المنية في منزله بحي “بانت” العريق بمدينة أم درمان، عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالعطاء شكلت وجدان الأغنية السودانية.
وأعلن محمد، نجل الراحل، وفاة والده في أم درمان، مشيراً إلى أنه قد جرت مواراته الثرى في مقابر “حمد النيل” وسط حضور لافت من تلاميذه ومحبيه.
ولد الفقيد في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان عام 1946، ومنها استلهم إبداعه الموسيقي الذي مزج فيه بين الحداثة والتراث الشعبي لإقليم كردفان.
ويُعد سالم من أبرز الباحثين والموسيقيين الذين عملوا على معالجة “الفلكلور” السوداني وتقديمه للعالم في قوالب أوركسترالية متطورة.
طوال مسيرته، مثّل عبد القادر سالم السودان في كبرى المهرجانات الموسيقية الدولية، ونال جوائز رفيعة تقديراً لدوره في إثراء التراث الإنساني، حتى لُقب بـ “سفير الأغنية السودانية”.
وفي مدينة بورتسودان، نعى مجلس السيادة الانتقالي الفقيد، معدداً مآثره ودوره الوطني في الحفاظ على الهوية الموسيقية السودانية.
كما أصدر اتحاد المهن الموسيقية ونقابة الفنانين بيانات نعي، وصفت رحيله بأنه “خسارة فادحة للثقافة والفن في أفريقيا والعالم العربي”.
يُذكر أن الراحل لم يكن فناناً فحسب، بل كان أكاديمياً وباحثاً ترأس اتحاد المهن الموسيقية لسنوات طويلة، وترك خلفه مكتبة غنية من الألحان والدراسات التي ستظل مرجعاً للأجيال القادمة.



