جيش جنوب السودان يصنف “الحزام الأحمر” كـ تهديد للأمن القومي

أعلن رئيس أركان الجيش في جنوب السودان، تصنيف جماعة شبابية مسلحة تُعرف باسم “الحزام الأحمر” في ولاية جونقلي بأنها تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي، متعهداً بتفكيكها في الوقت الذي تكثف فيه القوات الأمنية المشتركة عملياتها لمصادرة الأسلحة غير القانونية في جميع أنحاء البلاد.

وقال الفريق أول فول نانق مجوك، رئيس أركان قوات دفاع شعب جنوب السودان، للصحفيين في جوبا يوم الثلاثاء أن حركة “الحزام الأحمر” ليست منظمة مجتمعية، كما يزعم البعض، بل هي “جماعة مسلحة يجب التعامل معها بحزم”.

وتابع: “الحزام الأحمر هو خطر أمني في جنوب السودان وتهديد لأرزاق الناس، وسيتم اعتقال ونزع سلاح أي شخص يُضبط وهو يحمل أسلحة بطريقة غير قانونية”.

وأشار إلى أن العمليات العسكرية المشتركة التي تقوم بها الجيش والشرطة وجهاز الأمن الوطني قد حدت من إطلاق النار العشوائي الذي كان يسبب الخوف على نطاق واسع في عدة أجزاء من البلاد”.

وقال مسؤول الجيش، إن منذ بدء التفتيش العسكري، انخفضت تلك الحوادث، ويشعر الناس بأمان أكبر.

من جانبه قال الفريق الركن كونق طو، قائد العمليات في قوات دفاع شعب جنوب السودان، إنه تم استرداد أكثر من 230 بندقية و 64 مسدساً في المداهمات الأخيرة التي استهدفت العصابات الإجرامية والأفراد المسلحين غير المصرح لهم. وشملت المضبوطات أسلحة تابعة لقوات دفاع شعب جنوب السودان، وجهاز الأمن الوطني والشرطة ووحدات غير معلومة، بالإضافة إلى أسلحة تستخدمها مجموعات إجرامية تُعرف محلياً باسم “نيقرز”.

ومن بين المعدات التي تمت مصادرتها زي عسكرياً ورتب ومعدات خاصة بـ “الحزام الأحمر”، يُعتقد أنها توفر الحماية ضد الرصاص. كما صُودِرَت أسلحة تقليدية، بما في ذلك المناجل والأقواس والسهام والرماح.

وحذر المفتش العام للشرطة، إبراهام منيوات بيتر، من أن الأسلحة الآلية تظل مخصصة حصرياً للاستخدام العسكري، منبهاً إلى أن المدنيين الذين يُضبطون وبحوزتهم هذه الأسلحة سيواجهون عقوبة شديدة.

وفي إشارة إلى الملابس المرتجلة لأعضاء “الحزام الأحمر”، قال: “لا يمكن لكم استخدام القمامة وملابسكم الخاصة والقول إنكم تريدون حماية الأمن، هذا يعني أنكم توليتم مسؤولية الحكومة والجيش”.

من هم جماعة “الحزام الأحمر”؟

“الحزام الأحمر” هي جماعة شبابية مسلحة ظهرت في مقاطعة بور بولاية جونقلي في الأشهر الأخيرة وسط تصاعد انعدام الأمن وتكرار حوادث سرقة الماشية.

وتصف الجماعة نفسها بأنها قوة دفاع ذاتي تشكلت لحماية القرى ومخيمات الماشية. لكن تتهمها السلطات الولائية بأنها تطورت إلى حركة مسلحة منظمة متورطة في السطو والابتزاز والهجمات على القوات الأمنية.

وربط مسؤولو ولاية جونقلي الجماعة بسلسلة من الحوادث العنيفة في بور، بما في ذلك الكمائن والاشتباكات مع أفراد الحكومة.

في ظل المخاوف المتزايدة، عرضت قوات دفاع شعب جنوب السودان، مؤخراً على أعضاء “الحزام الأحمر” فرصة للاندماج في الجيش الوطني، وحثتهم على تسليم أسلحتهم والانضمام إلى القوات النظامية تحت قيادة رسمية. وذكر الجيش أن هذه الخطوة تهدف إلى وضع المجموعة تحت سيطرة الدولة ومنع المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

ومع ذلك، يقول مسؤولون محليون إن العرض قوبل بردود فعل متباينة، حيث رفض بعض الأعضاء تسليم أسلحتهم، مشيرين إلى عدم الثقة بالسلطات والشكوك حول قدرة الحكومة على حماية المجتمعات في مقاطعة بور.