بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من اندلاع اشتباكات طائفية دامية في مقاطعة تويج الشرقية بولاية جونقلي، أقرت السلطات بفشلها في القبض على المتورطين، مبينة انه لم يتم نشر أي قوات أمنية جديدة في منطقة النزاع.
اندلعت أعمال العنف في الأسبوع الأول من يونيو، وشملت هجومًا شنه شباب مسلحون، يُزعم أنهم من مجتمع هول في مقاطعة دوك، على جزيرة بوث اقاني، وهي جزيرة صيد يسكنها أفراد من مجتمع أيوال في مقاطعة تويج الشرقية.
أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن “13” شخصًا وإصابة أكثر من “20” آخرين، وفقًا للسلطات المحلية.
صرح مفوض شرطة ولاية جونقلي، اللواء جون باك، لراديو تمازج بأن الوضع لا يزال متوترًا.
وأضاف “لم يتم اعتقال أي شخص حتى الآن، لا توجد مستجدات في المنطقة، الشرطة المحلية فقط هي التي لا تزال هناك”.
أكد جواج أروك، محافظ مقاطعة تويج الشرقية، أن سكان أيوال النازحين لم يعودوا إلى ديارهم بعد، وأن المنطقة المتنازع عليها لا تزال تحت سيطرة الجماعات المسلحة من مقاطعة دوك.
وقال أروك “هُجّر أهلنا في الرابع من يونيو/حزيران، ولا تزال المنطقة تحت سيطرة مقاطعة دوك وحلفائها. المفقودون ما زالوا مفقودين. لم نتأكد بعد مما إذا كانوا أحياء أم أمواتًا”.
من جانبه، أشار وزير الحكم في ولاية جونقلي، سايمون هوث، إلى القيود اللوجستية كسبب لفشل الحكومة في نشر قوات الأمن.
يُعتقد على نطاق واسع أن الهجوم كان ردًا انتقاميًا مرتبطًا بمظالم لم تُحل، ولا سيما مقتل دينق داو، المعروف باسم دينق مورادونق، وهو مصارع بارز في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولا يزال مقتله، على يد شباب من مقاطعة دوك، يُزعم أنه بؤرة اشتعال في الصراعات بين الطوائف.
أثار عجز الولاية عن اعتقال المسؤولين عن هذه الأحداث انتقادات، وهناك تصور بأن حكومة ولاية جونقلي قد خففت من جهودها لاعتقال المشتبه بهم، لا سيما بعد اقتحام أفراد من مجتمع هول سجن بور المركزي في يوليو 2024 وإطلاق سراح أفراد اعتُقلوا لدورهم في اشتباكات سابقة، وقد نبعت أفعالهم من اعتقادهم بأن حكومة الولاية قد فشلت في اعتقال المشتبه بهم من مجتمع أيوال.
من جانبه، حثّ بول دينق بول، المدير التنفيذي لمنظمة “إنتريبيد جنوب السودان” (INTREPID) الحقوقية ومقرها بور، ورئيس شبكة جونقلي للمجتمع المدني، الحكومة على التدخل ومعالجة الصراع الطويل الأمد بين دوك وتويج الشرقية.
وقال “الحكومة هي الوسيط الوحيد القادر الآن على تسوية هذا الوضع، لأننا لا نعلم أبدًا، ففي الدقائق القليلة القادمة، أو في الشهر المقبل، سيحدث الشيء نفسه. ستكون هناك هجمات، وهجمات طائفية”.
وتصاعدت حدة العنف والصراعات بين القبائل في ولاية جونقلي خلال الأشهر القليلة الماضية. ويعود ذلك إلى غياب جهود ملموسة وفعّالة لحل هذه النزاعات على المدى الطويل.
لا تزال الصراعات القبلية تُعصف بولاية جونقلي ومناطق أخرى في جنوب السودان، مدفوعةً بمزيج متقلب من الانقسامات العرقية، والتنافس على الموارد، والإفلات من العقاب، وضعف مؤسسات الدولة.
ويحذر المحللون من أنه ما لم تُتخذ إجراءات جادة، فقد تتفاقم دائرة العنف، مما يُعرّض حياة المدنيين للخطر ويقوّض جهود بناء السلام.