وقعت جنوب السودان وإسرائيل، يوم الأربعاء، مذكرة تفاهم بشأن التعاون الثنائي، في الوقت الذي نفت فيه حكومة جنوب السودان تقارير تتحدث عن مناقشات لتوطين فلسطينيين من غزة في الدولة الأفريقية.
الاتفاقية، التي وقعها في جوبا وزير خارجية جنوب السودان ماندي سمايا كومبا ونائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكيل، تضع إطاراً “للمشاورات الدبلوماسية” و”المبادرات المشتركة” بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “التوقيع على هذه المذكرة يمثل خطوة محورية في تعزيز العلاقات بين جنوب السودان وإسرائيل”.
لكن تساؤلات رئيسية تظل قائمة حول تفاصيل الاتفاق، وتوقيته، وما إذا كان يمكن أن يمهد الطريق لاتفاقيات هجرة مستقبلية.
وكانت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكيل قد أعلنت على منصة “إكس” وصولها إلى جنوب السودان، “أصغر دولة في العالم”، كجزء من أول وفد رسمي إسرائيلي يزور الدولة الأفريقية.
وفي منشورها، قالت هاسكيل إنها التقت برئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ووزير الخارجية ماندي سمايا كومبا ومسؤولين آخرين، ووقعت مذكرة تفاهم دبلوماسية، وزارت مركزا إسرائيليا لعلاج الصدمات قالت إنه “أنقذ حياة عشرات الأطفال”.
وتأتي هذه الزيارة وسط تقارير تزعم أن إسرائيل ناقشت توطين فلسطينيين من قطاع غزة في جنوب السودان.
وقالت وزارة خارجية جنوب السودان، الأربعاء، إنها لا تجري محادثات مع إسرائيل لتوطين الفلسطينيين من قطاع غزة الذي مزقته الحرب.
وأثار احتمال توطين سكان غزة في جنوب السودان جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي شوارع العاصمة.
يوم الثلاثاء، نقلت وكالة أسوشيتد برس، عن ستة أشخاص مطلعين على الأمر، أن إسرائيل تجري مناقشات مع جوبا لإعادة توطين فلسطينيين من غزة في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.
وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان: “هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة ولا تعكس الموقف أو السياسة الرسمية لحكومة جمهورية جنوب السودان”.
وقد قصف الجيش الإسرائيلي مدينة غزة في الأيام الأخيرة قبل سيطرته المخطط لها على القطاع المدمر الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني.
يوم الأربعاء، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو وجهة النظر التي طرحها أيضا بحماس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومفادها أنه ينبغي على الفلسطينيين ببساطة مغادرة غزة.
ويشعر العديد من قادة العالم بالرعب من فكرة تهجير سكان غزة، وهو ما يقول الفلسطينيون إنه سيكون بمثابة “نكبة” أخرى، في إشارة إلى مئات الآلاف الذين فروا أو أجبروا على النزوح خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
في مارس، نفت كل من الصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية تلقيهما أي مقترح من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين فلسطينيين من غزة، وقالت مقديشو إنها ترفض بشكل قاطع أي خطوة من هذا القبيل.
وكان وزير خارجية جنوب السودان، ماندي سمايا كومبا، قد زار إسرائيل الشهر الماضي والتقى بنتنياهو، بحسب وزارة الخارجية في جوبا.
وفي الشهر الماضي، أكدت حكومة جنوب السودان أن ثمانية مهاجرين رحلتهم إدارة ترامب إلى الدولة الأفريقية هم حاليا تحت رعاية السلطات في جوبا بعد أن خسروا معركة قانونية لوقف ترحيلهم. ومنذ استقلال جنوب السودان عن السودان في عام 2011، أمضت جنوب السودان ما يقرب من نصف عمرها في حالة حرب، وهي حالياً في قبضة أزمة سياسية، بعد أن أمرت حكومة الرئيس سلفا كير باعتقال نائبه رياك مشار في مارس.