دعت حكومة جنوب السودان ومنظمات الحفاظ على البيئة، “الاثنين”، إلى تكاتف الجهود الدولية لحماية الحياة البرية والموائل الطبيعية في البلاد. يأتي هذا النداء وسط تحذيرات من أن عقودا من الصراع ونقص الاستثمار قد زادت هشاشة النظم البيئية الحيوية في البلاد.
بمناسبة اليوم العالمي لحماية الطبيعة، أصدرت وزارة حماية الحياة البرية والسياحة في جنوب السودان، ومنظمة الحدائق الأفريقية غير الربحية، والاتحاد الأوروبي، بيانا مشتركا. وقد سلّط البيان الضوء على الحاجة الملحة لحماية السافانا الشاسعة، وأراضي السد الرطبة، ومسارات هجرة الحياة البرية الحيوية في جنوب السودان.
وتدعم هذه المناظر الطبيعية الفريدة كلاً من التنوع البيولوجي الغني والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها. ومع ذلك، تضاءلت أعداد العديد من الأنواع البرية إلى حد بعيد، بما في ذلك الفيلة والزرافات والجاموس، لتصل إلى أقل من 1% مما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي. ويعزى هذا التدهور في المقام الأول إلى فقدان الموائل وعدم الاستقرار المستمر في البلاد.
في عام 2022، وقّع جنوب السودان اتفاقية مدتها عشر سنوات مع منظمة “أفريكا باركس- AfricaParks- لإدارة متنزهي بوما وبادينقيلو الوطنيين. ويُعد هذان المتنزهان موطنا لأكبر هجرة برية للثدييات في العالم، والتي تشمل طائر الكوب أبيض الأذن.
وتهدف هذه المبادرة، المدعومة من الاتحاد الأوروبي، إلى استعادة النظم البيئية، وتعزيز السياحة البيئية، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي، تيمو أولكونن، معلقا على هذه الجهود. قائلا: “يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب جنوب السودان، فحماية الطبيعة هنا تعني حماية الأرواح وسبل العيش ومستقبل منطقة تهم العالم”.
من جانبه، أشار الجنرال خميس أديانق، المدير العام لحماية الحياة البرية والسياحة في جنوب السودان، إلى التقدم المحرز في إدارة منطقة هجرة نهر النيل العظيم، كما أفادت منظمة “أفريكا باركس” بتعافي بعض الأنواع، على الرغم من أن العديد منها لا يزال محصورا في مصادر المياه المتناقصة.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة “أفريكا باركس” تدير 23 محمية في 13 دولة أفريقية، وتهدف إلى توسيع نطاقها ليشمل 30 حديقة بحلول عام 2030. لطالما كان الاتحاد الأوروبي شريكا رئيسيا لجنوب السودان، حيث يدعم التنمية المستدامة وبناء السلام في البلاد.