أطلقت وزارة النوع والطفل والرعاية الاجتماعية في جنوب السودان، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسفارة جنوب أفريقيا، ومنظمة أوكسفام، مشروعا تجريبيا يوم الاثنين يهدف إلى تمكين النساء والشباب من خلال الزراعة المستدامة.
يسعى مشروع “تمكين النساء والشباب لدفع عجلة الزراعة المستدامة”، الذي أُطلق في قرية “قودوقي” بولاية الاستوائية الوسطى، إلى تحسين الأمن الغذائي، وتعزيز سبل العيش، ودعم صغار المزارعين، وخاصة النساء والشباب.
شمل حفل إطلاق المشروع قص شريط الافتتاح، وتسليم دراجات نارية لوزارة الزراعة في الولاية، ووضع حجر الأساس لأول موقع حديقة مجتمعية.
وبالنسبة للعديد من المزارعات، بدأ المشروع بالفعل في إحداث فرق.
وقالت سارة كيدن، إحدى المستفيدات، لراديو تمازج إن السياج الجديد حول المزارع المجتمعية جلب لهم الارتياح. وأضافت: “في السابق، كان رعاة الماشية يأتون بأبقارهم لتأكل محاصيلنا، لكن الآن مع المزرعة المسورة، نحن سعداء، والزراعة تسمح لنا ببيع المحاصيل ودفع تكاليف الدراسة واحتياجات المستشفى”.
وقالت المزارعة، أقنس فوني ميشيل، إن المشروع خفف من عبء حماية المحاصيل. وأضافت: “منذ بضع سنوات، كان علينا حراسة حدائقنا من الساعة 6 صباحا حتى 6 مساءً لأن الماشية كانت تدمر كل شيء. اليوم، بدعم من المنظمات غير الحكومية، لدينا ماء قريب من المزرعة وسياج لحمايتها، ونحن سعداء جداً”.
لا يزال جنوب السودان أحد أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم على الرغم من أراضيه الخصبة. وقال محمد أبشر، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن المشروع يعالج تحديات متعددة.
وتابع: “هذه المبادرة تستجيب لانعدام الأمن الغذائي، وبطالة الشباب، والضعف المناخي، وعدم المساواة بين الجنسين، من خلال تمكين النساء والشباب، نحن نفتح مسارات نحو المرونة والأمن الغذائي على المدى الطويل”.
ويتماشى المشروع مع استراتيجية الاقتصاد الأزرق في جنوب السودان، وخطتها الرئيسية الشاملة للزراعة، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويركز على زراعة الخضروات، مع دعم خاص للمجموعات الضعيفة، بما في ذلك الأرامل، والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والأمهات الشابات، والأشخاص ذوي الإعاقة.
وربط سفير جنوب أفريقيا لدى جنوب السودان، مالودي موفي، بين إطلاق المشروع والشهر الدولي للشباب وشهر المرأة، وحث الشباب على “اختيار البذور بدلاً من الرصاص”.
وقال: “يجب على شبابنا أن يحرثوا الأرض لإطعام مجتمعاتهم بدلا من حمل السلاح. وهذا المشروع هو دليل عملي على أن الحلول الأفريقية تأتي من أفريقيا”.
ووصفت شابنام بالوج، مديرة منظمة أوكسفام القطرية، إطلاق المشروع بأنه “شهادة على ما يمكن تحقيقه من خلال الرؤية المشتركة والعزيمة”. وقالت إن هذا المشروع التجريبي يمكن أن يمهد الطريق للتوسع.
وأضافت: “دعونا نستخدم هذا النجاح كأساس للتوسع حتى تتمكن المزيد من العائلات، والمزيد من المجتمعات، والمزيد من المناطق في جميع أنحاء جنوب السودان من الاستفادة”.
وقالت ليلي كابوكي فول، وزيرة الزراعة والبيئة والغابات بولاية الاستوائية الوسطى، إن 80% من مزارعي الولاية من النساء. وأضافت: “باستهداف النساء والشباب، يعني هذا المشروع السلام، والاستقرار، والتغذية الجيدة، وتمكين المرأة من أجل الازدهار الاقتصادي”.
وبدعم من استثمار بقيمة مليون دولار من صندوق الهند- البرازيل- جنوب أفريقيا، سيستمر المشروع حتى عام 2026. ويأمل المسؤولون أن يساعد المشروع في تحويل المزارعين في جنوب السودان من الزراعة المعيشية إلى الزراعة التجارية، مما يعزز الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي.
كما قال سفير جنوب أفريقيا خلال الإطلاق: “نريد أن يتخرج مواطنو جنوب السودان من كونهم مزارعين يعيشون على الاكتفاء الذاتي ليصبحوا مزارعين تجاريين. هذا المشروع يجب أن يفيد مواطني جنوب السودان بشكل مباشر”.