أكدت جنوب السودان مجددا مطالبتها بإغلاق قاعدتين رئيسيتين لحفظ السلام تابعتين للأمم المتحدة في واو وبانتيو، قائلة إن هذه الخطوة “مسألة سيادة وطنية” في ظل تنفيذ بعثة الأمم المتحدة لانسحابها المقرر.
فيما يُعَاد الآلاف من قوات حفظ السلام إلى أوطانهم، تقول جوبا إنها وافقت على إغلاق سبع قواعد أصغر تديرها بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، لكنها تتمسك بموقفها بشأن الموقعين ذوي الأهمية الاستراتيجية في واو وبانتيو.
وقال وزير خارجية جنوب السودان، ماندي سيمايا كومبا، في أثناء إفادته للدبلوماسيين في جوبا يوم السبت، مشيرا إلى مخاوف تتعلق بالسيادة والأمن القومي: “تظل حكومة جنوب السودان ثابتة في طلبها إغلاق قاعدتي “يوناميس” في واو وبانتيو”.
كما انتقدت الحكومة، في بيان، بعثة “يونميس”، لما وصفته “بالافتقار إلى التشاور المسبق” بشأن خطة طوارئ رئيسية توجه عملية انسحاب البعثة. وقال كومبا إن جنوب السودان تعاونت في تنفيذ الخطة “بحسن نية”، لكنه أضاف أن الفشل الأولي في التشاور “لا يعكس مسؤوليات الدولة المضيفة”.
وأضاف أنه تم طرح هذه القضية مباشرة مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا.
تُعد القاعدتان في واو، عاصمة ولاية غرب بحر الغزال، وبانتيو، عاصمة ولاية الوحدة، من بين أكبر قواعد البعثة الأممية وأكثرها أهمية لوجستية خارج جوبا، وتقعان في مناطق شهدت صراعا عنيفا.
وتقول جنوب السودان إنها سهلت عملية خفض القوات، وترفض الادعاءات بأنها عرقلت العملية. قال كومبا إنه في الفترة ما بين 28 نوفمبر و10 ديسمبر 2025، تمت إعادة ما مجموعه 1,143 جنديا من غانا ونيبال وبنغلاديش والهند إلى أوطانهم، ومن المقرر أن يغادر ما يقرب من 2,500 جندي آخر بحلول أوائل يناير 2026.
وفيما يتعلق بحادث وقع مؤخرا يتعلق بإلغاء رحلة تناوب نيبالية، ألقى كومبا باللوم على “مخالفات إجرائية” للأمم المتحدة عوضا عن التدخل الحكومي.
وقال الوزير، إن الطائرة وصلت، وعلى متنها أفراد غير مصرح بهم، لكن الحكومة وافقت مع ذلك على مغادرة الوحدة الأصلية. وغادرت الطائرة لاحقا فارغة بعد أن رفضت البعثة الأممية المضي قدما في ظل هذه الشروط.
وللإشراف على عملية الانسحاب، شُكِّلَت لجنة فنية مشتركة مخصصة، وصفتها الحكومة بأنها بناءة، على الرغم من الخلاف المستمر حول واو وبانتيو.
وأكد كومبا، أن جوبا قبلت إغلاق سبع قواعد أخرى وهي: توريت، أويل، ياي، أكوبو، كوج، بونج، وفاريانق.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البعثة الأممية، بريانكا شودري، لراديو تمازج يوم الأحد، إنه استجابة لأزمة مالية على مستوى الأمم المتحدة، طُلب من البعثة خفض الإنفاق بنسبة 15% على مدى الأشهر الستة المقبلة.
وأضافت أن تحقيق هذه الوفورات تطلب إغلاق وتقليص بعض المكاتب الميدانية والقواعد الأصغر، وتخفيضات في عدد الموظفين المدنيين والعسكريين، وتخفيضات في الإنفاق التشغيلي.
وفيما اعترفت شودري بالتأثير. وقالت إن البعثة لا تزال ملتزمة بولايتها. وأردف: “في حين أن هذه التغييرات ستؤثر في أنشطة “يونميس” لدعم جنوب السودان، فإننا لا نزال ملتزمين بشدة بالمساعدة على تأمين السلام والأمن للمجتمعات التي نخدمها.
تم إنشاء بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في 8 يوليو 2011، ونُشِرَت بعد استقلال جنوب السودان في 9 يوليو 2011، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1996.
مُنحت البعثة ولاية تركز على دعم أحدث دولة في العالم لتحقيق الاستقرار وبناء المؤسسات.



