كشف محمد الفضيل، رئيس جهاز الهجرة غير الشرعية بمدينة الكفرة ، جنوب شرق ليبيا ، عن تعرض ما يقارب 900 لاجئ سوداني لابتزاز منظم على يد جماعة مسلحة تابعة لحركة تحرير السودان–جناح مني أركو مناوي، قرب المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد.
وقال الفضيل في تصريحات خاصة لـ”لراديو تمازج” يوم الثلاثاء، إن الجماعة استدرجت مئات الفارين من الحرب بوعد إيصالهم إلى مدينة الكفرة، مقابل مبالغ تراوحت بين ألف وألفي دينار ليبي للفرد، لكن النازحين تُركوا عالقين لأسابيع، دون أن تُنفّذ الوعود.
وبحسب شهادات نقلها الجهاز، لم يتوقف الابتزاز عند حد الأموال الأولى، إذ طُلب من الضحايا دفع مبالغ إضافية بدعوى تغيير السيارات أو تأمين الطريق، وفُرضت عليهم رسوم للطعام والماء والمبيت وحتى استخدام المرافق الصحية، ما أدى إلى استنزاف كامل لمدخراتهم.
وبين أن الانتهاكات لم تفرّق بين رجل أو امرأة أو طفل، مشيرًا إلى أن الجماعة المسلحة غالبًا ما تنسحب من مواقعها عند اقتراب قوات الدعم السريع أو القوات المشتركة، ولفت إلى أن كثيرين من الضحايا التزموا الصمت خوفًا من التعرض للإهانة أو الضرب.
وفي خطوة لاحتواء الكارثة الإنسانية، قال الفضيل إن جهاز الهجرة بمدينة الكفرة استقبل مئات اللاجئين يوم الثلاثاء 17 يونيو الجاري، بعد صدور تعليمات مباشرة من المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، بضرورة إنقاذهم.
وكشف أنهم نُقِلُوا إلى مقر الجهاز، حيث خضعوا لفحوصات طبية شاملة، بمشاركة فرق من وزارة الصحة والهلال الأحمر والهيئة الطبية.
وأشار الفضيل، إلى أن مدينة الكفرة استقبلت، منذ اندلاع النزاع في السودان، نحو مليون لاجي عبروا من المثلث الحدودي، فيما يقيم حوالي 250 ألفًا منهم داخل المدينة حاليًا، ما يمثل ضغطًا غير مسبوق على الموارد المحلية المحدودة.
وفي إطار الاستجابة الإنسانية، أوضح الفضيل أن السلطات الليبية أطلقت برنامجًا للدعم النفسي يستهدف النساء والأطفال، لا سيما من يعانون صدمات حادة. وقد وصل فريق متخصص إلى مركز الهجرة بالكفرة لتقديم الرعاية النفسية بشكل دائم.
وقال إن جميع القادمين إلى المدينة خضعوا لفحوصات طبية مجانية، وسُجلوا رسميًا في قاعدة بيانات خاصة، مُنحوا بموجبها بطاقات حصر تتيح لهم التنقل داخل الأراضي الليبية.
وأكد أن التوجيهات الصادرة عن حفتر شددت على التعامل مع السودانيين باعتبارهم “ضيوفًا” لا “لاجئين”.
وأضاف الفضيل أن السلطات ستتيح للنازحين حرية الحركة بعد استكمال إجراءات التسجيل، مشيرًا إلى اعتماد منظومة توزيع إلكترونية للمساعدات، بالتعاون مع منظمات إنسانية، لضمان الشفافية ومنع تكرار الدعم.
وبدوره قال إبراهيم أبوالحسن، مدير جهاز الإسعاف المركزي في الكفرة، لراديو تمازج، إن معظم اللاجئين من النساء والأطفال، قد نقلوا من المنطقة الحدودية النائية التي شهدت ازدحامًا بالفارين من الحرب الدائرة في السودان.
وأضاف أن بعض الحالات الصحية الخطيرة أحيلت إلى مستشفى الكفرة العام، بينما يتلقى آخرون الرعاية داخل مركز الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن العملية نُفذت بالتنسيق بين أجهزة أمنية وصحية في صبر السلام والكفرة.
وأكدت السلطات الليبية التزامها بتقديم الدعم الكامل للاجئين الجدد، في وقت تتزايد فيه أعداد الفارين من السودان؛ بسبب القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.