أعلنت وزارة الصحة في ولاية البحيرات بجنوب السودان، عن تفشّي مرض جدري القرود Mpox، حيث تم تسجيل 57 إصابة بين السجناء في السجون الرئيسية بمقاطعات رومبيك الشرقية، ورومبيك الوسطى، وشويبيت.
وأكد مكير ملوك، المدير العام لوزارة الصحة في ولاية البحيرات، في تصريح لراديو تمازج “الأربعاء”، انتشار المرض بين النزلاء، وأشار إلى أن شركاء صحيين مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة CUAAM قدموا خيمة كوحدة عزل للمصابين بجدري القرود في سجن رومبيك المركزي لاستيعاب المرضى.
وأوضح: “حققت وزارة الصحة في 23 حالة مشتبه بها بالحصبة في سجن رومبيك المركزي، لكن تبين أنها جدري القرود بعد أخذ ثماني عينات وإرسالها إلى جوبا للإختبارات، وكانت نتيجتا اثنتين منها إيجابية، وعليه أعلنا رسميا تفشي جدري القرود في ولاية البحيرات بينما نواصل فحص الحالات”.
وأبان أن جدري القرود هو فيروس ينتقل عن طريق الاتصال الوثيق مع شخص مصاب، وأشار إلى امتداد التفشي إلى سجن رومبيك الشرقية، حيث سُجلت 9 حالات إصابة، بالإضافة إلى 48 حالة في سجن رومبيك المركزي.
وأكد خطورة المرض وقدرته على تعطيل الأنشطة اليومية، مصحوبا بأعراض مثل الحمى الشديدة وتورم العقد الليمفاوية وظهور جروح مؤلمة على سطح الجلد، لافتا إلى أن المصاب قد يعجز عن ممارسة أنشطته الطبيعية لأكثر من 10 أيام.
كما أكد أن الوزارة تعمل بتعاون مع شركاء مثل منظمة الصحة العالمية والمجلس الدولي للمنظمات غير الحكومية ومنظمة CUAAM، ووزارة الصحة بالولاية لتطبيق تدابير وقائية في السجون. وقد شملت هذه التدابير توزيع الصابون ومعقمات الأيدي، بالإضافة إلى دواء الباراسيتامول لتخفيف الألم والحمى.
وأفاد بأنهم يخططون لتطبيق إجراءات العزل داخل سجن رومبيك المركزي. وقال “أرسلت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة الوطنية خيمة سيتم نصبها داخل السجن لتوفير بعض العزل، هذا المرض يمكن السيطرة عليه إذا طبق الناس جميع التدابير الوقائية، مثل غسل اليدين جيدا وتجنب الاتصال مع الآخرين”.
وأعرب عن قلقه بشأن سرعة انتشار المرض، خاصة في حال عدم تتبع جميع السجناء الحاليين والمفرج عنهم، مما قد يؤثر على المجتمعات في المقاطعات المجاورة.
وتعتزم الوزارة أيضا تدريب العاملين الصحيين على التعرف على حالات جدري القرود وتطبيق التدابير الوقائية اللازمة، مع الاعتماد على دعم شركاء مثل “كوام” واليونيسف لتوفير الإمدادات الطبية ودفع حوافز الموظفين ودعم العاملين الصحيين في ولاية البحيرات.
وأشار إلى أن وزارة الصحة بالولاية تفتقر إلى ميزانية مخصصة للاستجابة لحالات الطوارئ مثل الفيضانات أو تفشي الأمراض، وقال: “نعتمد على مواردنا المحلية لدعم ممرضينا وموظفينا السريريين وأي كادر طبي متوسط المستوى يتعامل مع الوضع، وفي حالات الطوارئ، نتصل بشركائنا ونجلس معهم لنرى ما يمكنهم فعله لنا وما يمكننا فعله كحكومة، لدينا موارد بشرية متاحة يمكنها القيام بالعمل”.
من جانبه، أعرب دانيال لات، منسق منظمة تمكين المجتمع من اجل التقدم، عن قلقه إزاء انتشار جدري القرود في سجون رومبيك وشويبيت ورومبيك الشرقية. وأشار إلى أن الفيروس ينتشر بسرعة في مرافق الاحتجاز بسبب الاكتظاظ حيث يقيم النزلاء في أماكن مكتظة.
ودعا الشركاء الصحيين إلى تكثيف حملات التوعية في المجتمع حول كيفية الوقاية من جدري القرود وحماية، كما طالب بالإسراع في معالجة قضايا السجناء وإطلاق سراح من يمكن الإفراج عنهم بكفالة أو الذين لم تثبت إدانتهم، بهدف تقليل الاكتظاظ في السجون، وشدد على ضرورة تعزيز مرافق الرعاية الصحية في السجون على مستوى الولاية والبلاد.