بعد ألمانيا: هولندا تنضم لقائمة الدول التى اغلقت سفاراتها في جنوب السودان

بول ثولن، سفير مملكة هولندا لدى جنوب السودان

أعلنت هولندا عن عزمها إغلاق سفارتها في جوبا، عاصمة جنوب السودان، وذلك في إطار عملية إعادة هيكلة أوسع لبعثاتها الدبلوماسية بسبب قيود الميزانية.

يأتي هذا الإجراء ضمن خطط لإغلاق خمس سفارات وقنصليتين حول العالم، بهدف توفير 25 مليون يورو “21 مليون جنيه إسترليني”، في ظل سعي الحكومة الهولندية لخفض ميزانية وزارة الخارجية بنسبة 10%.

وفي رسالة إلى البرلمان بتاريخ 17 أبريل، أوضح وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب أن عمليات الإغلاق ضرورية للتكيف مع “تغيرات بعيدة المدى” في السياسة العالمية، بما في ذلك تحولات موازين القوى وارتفاع التكاليف التشغيلية.

إلى جانب جوبا، ستشمل عمليات الإغلاق سفارات هولندا في بوروندي وليبيا وميانمار، بالإضافة إلى قنصليتيها في أنتويرب ببلجيكا وريو دي جانيرو بالبرازيل.

وأكدت وزارة الخارجية الهولندية أن مسؤوليات الدول المتأثرة سيتم نقلها إلى سفارات أخرى لضمان استمرار الخدمات الدبلوماسية والقنصلية.

وقد أثار هذا القرار مخاوف بين المحللين في جنوب السودان، الذين حذروا من أنه قد يشير إلى تراجع المشاركة الدولية مع البلاد.

وقال الدكتور أبراهام كول نيوان، الخبير في السياسة الدولية بجامعة جوبا، لراديو تمازج، إن الإغلاق يجب أن يُنظر إليه على أنه “دعوة للاستيقاظ” لحكومة جنوب السودان.

وأضاف: “هذا يشير إلى وجود خلل ما في العمل الدبلوماسي، فإذا غادرت دولة واحدة، فقد يتبعها آخرون”.

وحث السلطات على التحقيق في أسباب هذا التحرك وتعزيز العلاقات مع الشركاء الباقين.

وقد أشارت الحكومة الهولندية إلى المخاطر الأمنية العالية والتكاليف التشغيلية المرتفعة كعوامل رئيسية في إغلاق بعثاتها في جوبا وطرابلس، عاصمة ليبيا.

يواجه جنوب السودان حالة من عدم الاستقرار منذ استقلاله في عام 2011، حيث يتعرض اتفاق سلام هش لضغوط متزايدة وتتفاقم الأزمة الإنسانية.

في حال حدوث الإغلاق، ستصبح هولندا ثاني دولة تسحب سفارتها، بعد أن أغلقت ألمانيا سفارتها مؤقتا في مارس الماضي، مشيرة إلى مخاوف أمنية. وقد استأنفت النرويج عملياتها في سفارتها في جوبا هذا الشهر بعد إغلاق مؤقت في مارس بسبب مخاوف أمنية ايضا.

كما تخطط الولايات المتحدة تقليص وجودها الدبلوماسي في جنوب السودان بموجب تخفيضات مقترحة من قبل إدارة ترامب.

جدير بالذكر أن هولندا اعترفت باستقلال جنوب السودان في عام 2011 ودعمت جهود بناء السلام والتنمية لعقود.