المعارضة: سلفاكير “قتل” مبادرة “تومايني” للسلام

وجهت مجموعة المعارضة غير الموقعة على اتفاق السلام بجنوب السودان، اتهامات حادة إلى الحكومة الانتقالية، زاعمة أن الرئيس سلفا كير “قتل” عمدا مبادرة “تومايني” للسلام التي كانت تقودها نيروبي، بعد أشهر من تعليقها بهدوء.

تأتي هذه الاتهامات عقب تصريحات المستشار الرئاسي ورئيس فريق التفاوض الحكومي، الجنرال كول منيانق جوك، الذي أعلن أن مبادرة “تومايني” أصبحت “ميتة وباطلة”. وبرر جوك ذلك بأن المبادرة قد انحرفت عن ولايتها الأصلية، وحاولت تجاوز الاتفاق المنشط لتسوية النزاع في جنوب السودان الموقع عام 2018.

وكان الرئيس سلفا كير، قد طلب من كينيا رعاية مبادرة “تومايني” في ديسمبر 2023 بهدف إحياء مفاوضات السلام وضم مجموعات معارضة جديدة، مثل تحالف الشعب الموحد. لكن حكومة جوبا تتهم الآن المبادرة بإضفاء الشرعية على التمرد وتقويض إطار سلام فعال بالفعل.

وفي مقابلة حصرية مع “راديو تمازُج”، اتهم لوال داو، الأمين العام والمتحدث باسم تحالف الشعب المتحدة، الجنرال كول منيانق، بكونه “اختير من قبل كير لتخريب مبادرة ‘تومايني’ التي صُممت لإنقاذ البلاد من الانهيار”.

وتابع: “لم يفاجئنا بيان الجنرال كول منيانق، لأنه جاء لقتل مبادرة-تومايني، وهو لم يقتل- تومايني- فقط، بل أتى وقتل أيضا اتفاق السلام المنشط، ونتيجة لذلك، ظل النائب الأول للرئيس قيد الاحتجاز لفترة طويلة، ويمكننا أن نستنتج أن اتفاق سلام 2018 قد مات وأن مبادرة- تومايني- قد قُتلت الآن”.

واتهم إدارة الرئيس سلفاكير، بتفكيك جهود السلام بشكل منهجي، وأكد أن انهيار المبادرة كان “خطوة محسوبة”. وأوضح أنهم أُبلغوا من قبل الرئيس الكيني ويليام روتو والوسيط الجنرال لازاروس سومبيو بأن المحادثات “عُلقت مؤقتا” في فبراير 2025 بعد أن طلب وفد جوبا مهلة لإجراء مشاورات وتمديد الحكومة الانتقالية.

وأكد أن المعارضة لن تعود إلى الوساطة الكينية، مشيرا إلى أن مبادرة السلام لم تكن مبادرتهم، بل كانت طلبا من الرئيس كير نفسه. وأضاف “سوف نستخدم كل الوسائل المتاحة لنا لتغيير الوضع الحالي، والمحادثات كانت مجرد جزء واحد من نضالنا”.

مبادرة “تومايني” أطلقت في نيروبي في مايو 2024 سعيا لدمج الجماعات المتمردة التي لم تنضم إلى اتفاق سلام 2018، مثل حركة “الحركة الشعبية لتحرير السودان- الأصل بقيادة فاقان أموم، وجبهة جنوب السودان المتحدة بقيادة الجنرال فول مالونق أوان، والحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لجنوب السودان” بقيادة الجنرال استيفن بواي رولنيانق، والتحالف الوطني لجنوب السودان” بقيادة الجنرال ماريو لاكو توماس.

عُلِّقَت المحادثات التي تقودها كينيا حتى إشعار آخر في 7 فبراير 2025 دون التوصل إلى حل. ولم يصدر الوسطاء الكينيون أي بيان رسمي بشأن الانهيار الواضح للمحادثات.