ناشد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، المجتمع الدولي يوم الأربعاء لتقديم المساعدة للسودان، مشيرًا إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعصف بالبلاد بسبب العنف والمجاعة والكوارث الطبيعية وانتشار الأوبئة.
في ختام عظته الأسبوعية في الفاتيكان يوم 3 سبتمبر، قال البابا: “أنا أقرب من أي وقت مضى إلى الشعب السوداني، وخاصة العائلات والأطفال والنازحين. أصلي من أجل جميع الضحايا، وأوجه نداءً صادقًا إلى القادة والمجتمع الدولي لضمان فتح الممرات الإنسانية وتنفيذ استجابة منسقة لوقف هذه الكارثة الإنسانية”.
تأتي مناشدة البابا في وقت يواجه فيه السودان شهورًا من الاشتباكات المسلحة والنزوح الجماعي والتهديدات الصحية المتزايدة، بما في ذلك وباء الكوليرا. وقد أصدرت المنظمات الإنسانية تحذيرات متكررة بشأن تدهور الوضع.
وسلط البابا الضوء على محنة المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر، حيث يعاني الكثيرون من المجاعة والعنف، كما أشار إلى الانهيار الأرضي المميت في منطقة “تارسين”، والذي يُعتقد أنه أودى بحياة ما يصل إلى 1000 شخص، مع بقاء آخرين في عداد المفقودين.
وأضاف البابا: “انتشار وباء الكوليرا يهدد مئات الآلاف من الأشخاص المنكوبين بالفعل”. ودعا إلى إطلاق “حوار جاد وصادق وشامل بين الأطراف لإنهاء الصراع واستعادة الأمل والكرامة والسلام لشعب السودان”.
جاءت تصريحات البابا بعد عودته لإقامة عظاته العامة في ساحة القديس بطرس عقب توقف دام ثلاثة أسابيع بسبب موجة الحر الشديدة في روما خلال أغسطس.
وفي تأمله الروحي خلال العظة، ركز البابا فرنسيس على اللحظات الأخيرة ليسوع على الصليب، كما ورد في إنجيل يوحنا، حيث قال المسيح: “أنا عطشان”. وذكر البابا أن هذا التعبير لم يكن مجرد صرخة جسدية من الألم، بل كان “فوق كل شيء، تعبيرًا عن رغبة عميقة في الحب والعلاقة والوحدة”. موضحًا أن “عطش” يسوع على الصليب هو عطشنا نحن أيضًا، أي “صرخة الإنسانية الجريحة التي تبحث عن ماء الحياة”.
وشدد البابا على أن الخلاص ليس في “الاستقلالية”، بل في “الاعتراف بتواضع بحاجتنا وقدرتنا على التعبير عنها بحرية”. واختتم حديثه بدعوة المؤمنين إلى عدم الخوف أو الخجل من طلب المساعدة، مؤكدًا أن “هناك، في تلك اللفتة المتواضعة، يختبئ الخلاص”.