الإفراج عن مبعوث رئاسي سابق بعد احتجاز دام ثلاثة أسابيع

أُطلق سراح اللواء أكوت لوال أريج، المبعوث الرئاسي السابق لشؤون “بيبور”، بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاز دون توجيه تهم رسمية إليه. ويُعد لوال من الأقارب المقربين للرئيس سلفا كير.

وكانت قوات الأمن في العاصمة جوبا قد اعتقلت لوال، الذي شغل سابقًا منصب السكرتير الخاص للرئيس، في الثاني من أغسطس، ولم يُقدَّم أي تفسير رسمي لاعتقاله.

يُعتبر لوال شخصية بارزة في مجتمع “أوان شان” بولاية واراب، ولعب دورًا محوريًا في مفاوضات السلام عام 2014 التي أنهت القتال بين القوات الحكومية وفصيل “SSDM-Cobra” المسلح بقيادة الجنرال ديفيد ياو ياو.

عقب اعتقاله، أصدرت مجموعة شباب “أوان شان” بيانًا اتهمت فيه الدكتور بنجامين بول ميل، نائب الرئيس للشؤون الاقتصادية، بالوقوف وراء الاعتقال. وزعمت المجموعة أن الاعتقال جاء انتقامًا لمعارضة لوال لانتشار القوات الأوغندية في جنوب السودان.

وكانت الحكومة قد دعت القوات الأوغندية في مارس الماضي للمساعدة في استقرار الأوضاع في جوبا وأجزاء من ولاية أعالي النيل، وسط توترات متزايدة بين الرئيس كير ونائبه الأول رياك مشار. وأثار هذا القرار جدلًا واسعًا، حيث حذّر النقاد من أن وجود قوات أجنبية قد يزيد من تعقيد الوضع الهش في البلاد.

زار أعضاء من “جمعية شباب أوان شان”، بقيادة جون ماوين مادوك، الجنرال لوال في مقر إقامته بجوبا بعد إطلاق سراحه.

وفي حديثه المحاط بمؤيديه، شكر لوال كل من طالبوا بالإفراج عنه، مشيدًا بوحدة مجتمعه، وقال: “عندما اعتُقلت في الثاني من أغسطس، رفع العديد من الشباب في مختلف أنحاء جنوب السودان أصواتهم، ووقف مجتمع أوان صامدًا، وهذا هو المعنى الحقيقي للتضامن”.

وأكد لوال أن احتجازه لم يكن قضية شخصية، بل قضية وطنية، مضيفًا: “لو كانت مشكلتي وحدي، لكانت أزمة، لكنني علمت أنها لم تكن عني فقط”.

كما أعرب لوال عن امتنانه لزملائه المعتقلين وطاقم السجن، مشيرًا إلى أنه عُومل باحترام. ونسب الفضل في إطلاق سراحه إلى وحدة شباب “أوان شان”، وحثّ على تحقيق تماسك وطني أوسع، قائلًا: “يجب أن تكون وحدة شباب أوان نموذجًا يُحتذى به. إذا اتحد جميع شباب جنوب السودان، يمكننا أن نقف معًا كأمة واحدة”.

ولم يكشف الجنرال لوال عن هوية من أمر باعتقاله، ولم يقدّم تفاصيل حول الظروف المحيطة بالحادثة.

جاء إطلاق سراح لوال بعد أيام من تعيين الرئيس كير لابنته، أدوت سلفا كير، مبعوثة رئاسية عليا للبرامج الخاصة، وهو منصب يُعتبر ذا نفوذ قوي.

ولم تنجح محاولات الوصول إلى ديفيد جون كوموري، المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني، للحصول على تعليق حول إطلاق سراح الجنرال لوال.

يُذكر أن دستور جنوب السودان ينص على ضرورة مثول المحتجزين أمام قاضٍ خلال 24 ساعة من اعتقالهم، لكن هذه الحماية القانونية نادرًا ما تُطبق عمليًا.

وزارة خارجية جنوب السودان تتعهد بالشفافية وتطلق إحاطات أسبوعية بعد الجدل حول غزة

أعلنت وزارة خارجية جنوب السودان عن خطط لعقد إحاطات إعلامية أسبوعية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية بعد تقارير إعلامية مثيرة للجدل حول خطط مزعومة لإعادة توطين فلسطينيين من غزة في البلاد.

وفي بيان، نفت الوزارة مجددًا هذه التقارير ووصفتها بأنها “كاذبة ولا أساس لها من الصحة”، مؤكدةً أنها لم تُجرِ أي مناقشات، رسمية كانت أم غير رسمية، مع إسرائيل أو أي دولة أخرى بشأن نقل الفلسطينيين إلى جنوب السودان.

وجاء هذا التعهد بالشفافية بعد أن واجهت الحكومة ضغوطًا شعبية متزايدة من منظمات المجتمع المدني والمواطنين الذين طالبوا بتوضيحات، خاصةً بعد أن أفادت وسائل إعلام في وقت سابق بأن مسؤولين إسرائيليين يدرسون خيارات لنقل النازحين من غزة إلى دول أخرى، من بينها جنوب السودان.

وأكدت وزارة الخارجية أن التقارير المتداولة “لا تعكس سياسات حكومة جنوب السودان أو توجهاتها الدبلوماسية”، معربةً عن قلقها من تداول معلومات مضللة قد تضر بمكانة البلاد الدولية.

ولمعالجة هذه المخاوف، أعلنت الوزارة أنها ستبدأ بعقد إحاطات صحفية أسبوعية كل يوم خميس، ابتداءً من 4 سبتمبر 2025، لتقديم تحديثات موثوقة حول السياسة الخارجية ومكافحة التضليل الإعلامي. وهذا التغيير يأتي بعد شكاوى سابقة من الإعلام المحلي حول عدم انتظام اللقاءات الإعلامية وصعوبة الوصول إلى المسؤولين.

من جانبه، أعرب تير منيانق، الناشط في المجتمع المدني، عن شكوكه تجاه نفي الحكومة، مشيرًا إلى أن الحكومة لديها تاريخ في إخفاء “حقائق غير مريحة”. وضرب مثالًا بنفي الحكومة السابق لوجود قوات دفاع الشعب الأوغندي قبل أن تتأكد الحقائق لاحقًا.

وحثّ منيانق الحكومة على توضيح أي اتفاقيات تُوقَّع مع دول أجنبية، بما في ذلك مذكرة التفاهم التي وُقِّعت مع إسرائيل في 13 أغسطس 2025. وأكد على ضرورة أن يكون لدى المواطنين فهم كامل لهذه الاتفاقيات لضمان حماية سيادة البلاد من التأثيرات الخارجية.

الأمم المتحدة ترحب بفتح باب الوصول الإنساني في جنوب كردفان السودانية وتدعو إلى حماية المدنيين

رحبت الأمم المتحدة بالتقدم الأخير في وصول المساعدات الإنسانية إلى ولاية جنوب كردفان في السودان، مشيرةً إلى نجاح قافلة تابعة لليونيسف في الوصول إلى مدينة الدلنج. وتُعد هذه أول عملية تسليم كبيرة للمساعدات من قِبَل أي وكالة أممية في المنطقة منذ أكتوبر 2024.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن القافلة التي وصلت إلى الدلنج يوم الأحد ستواصل رحلتها إلى كادقلي، عاصمة الولاية. ومن المتوقع أن يستفيد من هذه المساعدات أكثر من 120 ألف شخص من الفئات الأكثر ضعفًا في المدينتين، حيث وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات كارثية بعد حصار دام لأشهر.

في سياق متصل، حذّر دوجاريك من استمرار تصاعد العنف في ولاية شمال دارفور. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، أجبر انعدام الأمن ما يقرب من 1000 شخص على الفرار من مخيم أبو شوك للنازحين، الذي يعاني من المجاعة، في الفترة ما بين 19 و20 أغسطس.

كما أعرب المتحدث عن قلقه البالغ إزاء تفاقم أزمة التغذية في مليط، شمال دارفور. وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها ملتزمون بتقديم الدعم اللازم، لكن جهودهم تواجه عوائق كبيرة بسبب انعدام الأمن والتحديات اللوجستية ونقص التمويل الحاد.

وفي ختام إحاطته، جدد دوجاريك دعوة الأمم المتحدة للأطراف المتحاربة إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول آمن ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين.

جنوب السودان: نساء من جونقلي وبيبـور يشاركن في مؤتمر تاريخي لإنهاء العنف الانتقامي

في خطوة هي الأولى من نوعها، اجتمعت نساء من ولاية جونقلي ومنطقة بيبور الإدارية الكبرى بجنوب السودان في مؤتمر سلام مشترك، بهدف الحد من جرائم القتل الانتقامية، واختطاف الأطفال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

نظّمت هذا المؤتمر الذي استمر خمسة أيام منظمة “مسار السلام” ضمن برنامجها “جسور السلام”، وجمع قيادات نسائية من مجتمعات متضررة من الصراع مثل النوير والمورلي والدينكا. وقد وفر المؤتمر مساحة آمنة للحوار وبناء القدرات، بهدف تمكين المرأة من المساهمة بشكل فريد في تحقيق الاستقرار المجتمعي.

وأكدت نياداو بيل مكواج، منسقة البرنامج، أن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي تقوده النساء، مشيرةً إلى أن لهن قدرة فريدة على إحداث تغيير كبير. وقالت: “بعض ما لا يستطيع الرجال فعله، تستطيع النساء فعله، إنهن أمهات الأطفال المختطفين، وزوجات الرجال الذين يؤججون الصراع”.

وشددت مكواج على أن المرأة لها دور حاسم في بناء السلام نظرًا لعلاقاتها الوثيقة بجميع الأطراف المتأثرة بالصراع. وأضافت أن مشاركة المرأة الفعالة في مبادرات السلام يمكن أن تؤدي إلى تغيير كبير ودائم في المجتمعات.

وشاركت ميري فال، إحدى المشاركات وعضوة في فريق الحماية من بيبور الكبرى، كيف بدأت النساء بالفعل في اتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع للتوسط في النزاعات. وقالت: “السلام الذي بدأناه، بدأناه بشبابنا الذين يقاتلون أنفسهم، وبدأنا في حل خلافاتهم”.

كما أشارت فال إلى أن جهودهن لا تقتصر على إنهاء الصراع، بل تشمل الدفاع عن حقوق الفتيات في التعليم، حيث دعت المبادرة إلى “تعليم الفتيات، لأن فتيات المورلي لم يتلقين تعليمًا في السابق”. كما تُناضل النساء ضد اختطاف الأطفال، حيث طالبت النساء بعدم قبول أي طفل يُحضره الخاطفون، والعمل على إعادته إلى أسرته.

وأكدت فال أن المؤتمر لم يكن للحوار فقط، بل كان لتدريب النساء على “الدفاع عن السلام” وإعدادهن للعودة إلى مجتمعاتهن لنشر رسالة السلام والتدخل عند وجود أي تهديد بالعنف.

الصين وجنوب السودان تعقدان ندوة مشتركة لتعزيز السلام والتنمية

عقدت السفارة الصينية في جنوب السودان، بالتعاون مع جامعة جوبا، ندوة كبرى بعنوان “السلام والتنمية: نحو بناء مجتمعات ذات مستقبل مشترك للبشرية”.

جمعت الندوة، التي عُقدت يوم الاثنين، دبلوماسيين صينيين ومسؤولين حكوميين وأكاديميين، لمناقشة سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

وأكدت هاو ينغ، المتحدثة باسم الحكومة الصينية، أن سياسة بلادها الخارجية تقوم على مبدأ التنمية السلمية، وأنها تُعارض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لجنوب السودان. ودعت المجتمع الدولي إلى تقديم “مساعدة بناءة” واحترام سيادة البلاد.

كما أشارت إلى أن الصين ملتزمة بالتعددية من خلال مبادراتها العالمية، مثل مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، التي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك.

وأشاد مدير جامعة جوبا، البروفيسور روبرت ميوم، بالدعم الصيني للقطاع الأكاديمي في جنوب السودان. وقال إن الصين قدّمت منحًا دراسية للطلاب والأكاديميين للحصول على درجتي الدكتوراه والماجستير، بالإضافة إلى تبرعات بأجهزة الكمبيوتر والكتب.

ودعا إلى زيادة الاستثمار في البنية التحتية الزراعية والابتكار، مشيرًا إلى أن مثل هذه المشاريع يمكن أن يكون لها تأثير دائم على المجتمعات الريفية.

واتفق المشاركون في الندوة على أن السلام والتنمية هما وجهان لعملة واحدة، وأن تحقيق أحدهما يعتمد بشكل مباشر على الآخر.