أعلنت وزارة النفط في جنوب السودان، الأربعاء، أنها استعادت بشكل تام إنتاج وتصدير النفط الخام، بعد أن تسببت هجمات بطائرات مسيَّرة على منشأتي معالجة رئيسيتين داخل السودان في إغلاق مؤقت الأسبوع الماضي.
وصرح وكيل وزارة النفط، دينق لول وول، للصحفيين في جوبا بأن العمليات عادت إلى طبيعتها بعد أن انتهت فرق فنية مشتركة من جنوب السودان والسودان من إصلاح الأضرار في منشآت المعالجة المركزية في هجليج والجبلين، والتي تعرضت لضربتين منفصلتين في 13 و15 نوفمبر.
وتابع: “كان هذا هجوماً متعمداً على بنية تحتية وطنية حيوية، ولقد فقدنا موظفاً مخلصاً، وتظل أفكارنا مع عائلته، ولكن حتى في مواجهة المأساة، استجابت فرقنا بحرفية وشجاعة”.
وأوضحت الوزارة أن الهجوم الأول وقع في 13 نوفمبر حوالي الساعة 2:30 بعد الظهر، عندما أطلقت طائرة مسيَّرة ثلاث قذائف على منشآت هجليج المركزية للمعالجة، ما أدى إلى إصابة ورشة صيانة ومختبر ومقتل موظف واحد من شركة 2B OPCO.
وأطلقت شركة “بيترولاينز لنقل النفط الخامPetrolines for Crude Oil Co. في الحال تحذيراً للشركات المشغلة – شركة غريتر بيونير للعمليات (Greater Pioneer Operating Company)، وشركة دار للعمليات البترولية (Dar Petroleum Operating Company)، وشركة سود للبترول للعمليات (Sudd Petroleum Operating Company) – ما استدعى إغلاقاً طارئاً. وبحلول الساعة 3 عصراً، أعلنت شركة 2B OPCO حالة “القوة القاهرة” وأوقفت العمل في محطة الضخ رقم 1 والوحدات المرتبطة بها.
ووقعت ضربة ثانية بطائرة مسيَّرة استهدفت منشأة الجبلين ومحطة الطاقة التابعة لها في 15 نوفمبر. وقامت شركة “بشائر لخطوط الأنابيب” (Bashayer Pipeline Company) بتفعيل مركز التحكم في حالات الطوارئ، وأوقفت العمليات لحماية الأفراد والبنية التحتية.
وأفادت الوزارة أنه نُشِر فريقاً فنياً مشتركاً، ضم متخصصين من الشركات المشغلة في جنوب السودان، ووزارة الطاقة والبترول السودانية، وشركات بابكو (BAPCO)، وبيتكو (PETCO)، و 2B OPCO، في غضون ساعات من الهجمات لتقييم الأضرار وإجراء الإصلاحات.
وأكد وول أن الفريق عمل “على مدار الساعة”، حيث أعاد الكهرباء، وأعاد تشغيل وحدات المعالجة المتضررة، وأعاد تفعيل محطة الضخ رقم 1 بحلول 16 نوفمبر. واستأنفت شركة SPOC الصادرات في وقت سابق من يوم الأربعاء.
وقال: “لقد عملنا كفريق واحد، منطقة واحدة وقوة فنية واحدة، وهذا التعاون يظهر أنه حتى تحت الضغط، يعمل قطاع النفط لدينا بوحدة ودقة”.
وذكرت الوزارة أن النفط الخام يتدفق الآن بشكل طبيعي من حقول جنوب السودان عبر نظام خطوط الأنابيب إلى محطة التصدير على البحر الأحمر. وقد أُعِيد الآبار التي أُغلقت في أثناء حالة الطوارئ، وعادت العمليات في حقول الوحدة، وطارجاث، وفلوج إلى طاقتها الكاملة.
ويعتمد جنوب السودان على النفط لأكثر من 90% من إيرادات الحكومة.
وأشار وول إلى أن مستويات الإنتاج ستستمر في الارتفاع المطرد في الأيام القادمة مع إعادة تشغيل آبار إضافية. وذكر أن شركة دار للعمليات البترولية تنتج حالياً حوالي 97,000 برميل يومياً، مع خطط لزيادة الإنتاج نحو 150,000 برميل. وتنتج شركة غريتر بيونير للعمليات حوالي 40,000 برميل يومياً، ومن المتوقع أن تصل إلى 50,000 برميل، وهو مستواها قبل الإغلاق. أما شركة سود للبترول للعمليات، فتنتج حالياً حوالي 13,000 برميل يومياً، مقارنة بـ 15,000 برميل قبل الهجمات.
ورداً على سؤال حول الضمانات الأمنية مع استمرار الصراع في السودان، قال وول إن القادة في البلدين ينسقون مع الشركاء الإقليميين لمنع المزيد من الضربات على البنية التحتية النفطية الواقعة في الأراضي السودانية.
وأكد أن حماية خط الأنابيب وممر التصدير أمر ضروري لكلتا الدولتين.
وأضاف “بصفتها دولة حبيسة، يحق لجنوب السودان الوصول إلى الموانئ البحرية بموجب القانون الدولي، إن ضمان سلامة هذه المنشآت هو في مصلحة الدولتين”.
وشكر وول المهندسين من جنوب السودان والسودان على ما وصفه بالاستجابة السريعة والمهنية التي قللت من تعطل الاقتصاد الوطني.



