إيقاف إجباري لمنشآت نفطية في السودان يهدد صادرات جنوب السودان

أصدرت وزارة الطاقة والنفط السودانية أمرًا بالإغلاق الفوري لمنشآت نفطية رئيسية في منطقة هجليج القريبة من حدود جنوب السودان، وذلك إثر هجوم جديد بطائرات مسيَّرة (درون) وقع فجر يوم السبت. ويهدد هذا الإجراء بعرقلة صادرات النفط الخام من جنوب السودان، الذي يعتمد على الأراضي السودانية للوصول إلى البحر.

في خطاب رسمي حصلت عليه “راديو تمازُج”، أوضحت الوزارة أن الهجوم الذي يُعتقد أن قوات الدعم السريع وراءه، استهدف قاعدة عمليات هجليج حوالي الساعة 2:30 صباحًا. وقد أدى الهجوم إلى أضرار في مبنى المطار، مما استدعى إجلاء الموظفين، على الرغم من أن المطار متوقف عن العمل منذ أبريل 2023.

وتُعد منشآت هجليج نقطة عبور حيوية للنفط الذي يُضَخّ من جنوب السودان، والذي يعتمد بشكل رئيسي على خطوط الأنابيب السودانية لتصدير نفطه عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. أي توقف في هذه المنشآت قد يعرّض الاقتصاد الهش لجنوب السودان، الذي يعتمد إلى حد بعيد على عائدات النفط، لخطر جسيم.

ووصف وكيل وزارة النفط السودانية، الدكتور فضل محمود، الهجمات بأنها “غير مبررة” و”تهديد خطير لاستقرار تدفقات النفط”. وأكدت الوزارة أنها لم تعد قادرة على ضمان سلامة العاملين في الموقع، وعليه، فقد وجّهت شركتي التشغيل الرئيسيتين بتفعيل إجراءات الإغلاق الطارئ وإجلاء العاملين.

كما حذّرت الوزارة من أن شركة PETCO لن تتمكن من الالتزام بمواعيد شحن النفط؛ بسبب نقص الموظفين بعد هجوم سابق بطائرة مسيَّرة لقوات الدعم السريع في 26 أغسطس، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح سبعة آخرين.

وأكدت الوزارة أن “المعسكر عبارة عن بنية تحتية مدنية بحتة، ولا يوجد به أي وجود عسكري”، مشددةً على أن الهجمات المستمرة تعرّض حياة المدنيين وعمليات النفط الأساسية للخطر.

من المتوقع أن يؤثر هذا الإغلاق على إنتاج حقول النفط في ولاية الوحدة بجنوب السودان، مما قد يؤدي إلى انخفاض كبير في تدفقات النفط. وفي خطابات منفصلة موجهة إلى الشركاء النفطيين في جنوب السودان، أعربت شركتا PETCO و OPCO 2B-، عن قلقهما بشأن التصعيد الأمني، وحذّرتا من أن استمرار العنف قد يؤدي إلى توقف كامل لعمليات النفط.

ويُصدّر جنوب السودان حاليًا نحو 110 آلاف برميل من النفط يوميًا، وتُشكّل هذه الصادرات معظم إيرادات حكومته. وقد يؤدي التوقف المطوَّل في الصادرات إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة عدم الاستقرار السياسي في البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن شحنات النفط كانت قد استؤنفت في يناير الماضي بعد توقفها لمدة عام تقريبًا؛ بسبب الأضرار التي لحقت بخطوط الأنابيب نتيجة الاشتباكات السابقة في السودان.

وكان الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في أبريل 2023، قد أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص.