أطلقت منظمة إرسالية 21، وهي منظمة مجتمعية عالمية قائمة على الإيمان، يوم الخميس تقييماً لسرطان الثدي وعنق الرحم في جوبا، يهدف إلى جمع المعلومات والبيانات لتوسيع نطاق الوعي الصحي وبرامج الفحص، وتعزيز الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتقوية البنية التحتية للرعاية الصحية، من بين أهداف أخرى.
خلال الإطلاق، قالت فلورنس روبا، ممثلة القطرية “لإرسالية 21” في جنوب السودان، إن السرطان لا يزال يشكل تحدياً صحياً كبيراً في البلاد، مسلطة الضوء على أنه غالباً ما يُكْتَشَف في مرحلة متأخرة حيث يصبح العلاج صعباً.
وذكرت أن التقييم لن يوفر فقط فرصاً مهنية لنساء وفتيات جنوب السودان، بل سيولد أيضاً بيانات قيمة لمساعدة القطاع الصحي على الاستجابة لحالات السرطان بشكل أكثر فعالية.
وتابع “لفترة طويلة جداً، كان السرطان يمثل تهديداً صامتاً، ولكنه يمثل تحدياً، وغالباً ما يُكْتَشَف بعد أن يكون قد تطور، مما يعقد خيارات العلاج”.
وفقاً لها، عانت العديد من العائلات في جنوب السودان من ألم السرطان.
وقالت: “لقد تأثر الكثيرون منا بهذا المرض، سواء من خلال العائلات أو الأصدقاء أو الجيران، وقصص الشجاعة والخسارة هذه، إلى جانب الرعاية، هي التي غذت التزامنا وتصميمنا للتأكيد على أهمية اجتماعنا هنا اليوم”.
وأضافت أن إطلاق التقييم يمثل تحولا كبيراً من مجرد الوعي إلى العمل الاستباقي، مع التركيز على الوقاية المبكرة وجمع البيانات.
وقالت: “يمثل اليوم انتقالاً حاسماً من الواقع إلى نهج استباقي مع إطلاق مبادرة تقييم سرطان الثدي وعنق الرحم”. وأردفت: “سيركز هذا التقييم على الوعي وحالات الإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 70 عاماً في جوبا”.
وأضافت: “تحديدا، نهدف إلى فهم المعرفة والمواقف والممارسات المتعلقة بالوقاية من السرطان”.
من جانبه، قال كابوي جيرارد، كبير المستشارين لعملية التقييم، إن العملية من المقرر أن تبدأ في 10 نوفمبر، وتستمر حتى ديسمبر 2025، وستستخدم نهجاً شاملاً، بما في ذلك كل من طرق جمع البيانات الأولية والثانوية.
وأوضح أن هذه الطرق ستشمل مراجعات الأدبيات، والمقابلات مع المخبرين الرئيسيين، ومجموعات النقاش المركزة، والاستبيانات المنظمة، والمسوحات المنزلية.
وقال: “لدينا بيانات ووعي محدودان يجب علينا خلقهما داخل هذا البلد، وأنا سعيد جداً؛ لأن إرسالية 21 هي من تبدأ بتزويدنا بأفضل مؤشرات الحياة”.
وشدد على أن الغرض من المسح هو الحصول على معلومات مباشرة مصدرها محلي عوضا عن الاعتماد على البيانات من الخارج.
وأضاف: “نجلس في واشنطن، ونجلس في لندن، ونجلس في هولندا، ونجلس في المكاتب الرئيسية، وننشئ مؤشرات لجنوب السودان، دون معرفة الواقع على الأرض”.
في أثناء ذلك، حذر جاستن برونو تونغون، ممثل وزارتي الصحة الوطنية والولائية، المنظمة لضمان جمع بيانات دقيقة، عوضا عن صياغة المعلومات دون التحقق المناسب.
وحث “إرسالية 21” على إشراك الأشخاص المناسبين في العملية، بمن فيهم قادة المجتمع وأخصائيو السرطان في جنوب السودان، لضمان شرعية الدراسة.
وقال: “السرطان حقيقي، وهو مشكلة كبيرة، ولدينا أخصائية لهذا النوع من السرطان هنا، وأنا أطلب من إرسالية 21 إشراكها. إنها طبيبة نساء وتوليد بدأت عملها في كينيا. لقد عادت إلى الوطن وتشرف على سرطانات النساء”.
وأضاف: “لذا لا يمكنكم أن تسمحوا لهذه المهمة بالمضي قدماً دون إشراكهم، يجب أن يكون لديكم الأشخاص المناسبون في الأماكن المناسبة في الوقت الملائم للقيام بالشيء الصحيح. سوف يرشدونكم بشأن ما يجب القيام به، وكيف يجب أن تفعلوا ذلك. يمكن لهذه الدراسة أن تبدأ، ولكن ابدأوا في إشراكهم في أقرب وقت ممكن”.
ووفقاً لإرسالية 21، سيغطي التقييم مجلس مدينة جوبا ومقاطعة جوبا. وعند الانتهاء، سيُتَحَقَّق من النتائج ونشرها.



