قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” يوم الخميس إن برنامجاً جديداً للمرونة المناخية في جنوب السودان سيدعم أكثر من 200 ألف طالب وطالبة، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد الفيضانات والجفاف وموجات الحر المتكررة.
وفقاً لبيان صحفي اطلع عليه راديو تمازج، أطلقت منظمة “أنقذوا الأطفال”، بتمويل من صندوق المناخ الأخضر GCF والشراكة العالمية للتعليم GPE، مشروعاً بقيمة 17 مليون دولار أمريكي لتعزيز المرونة المناخية من خلال التعليم في جميع أنحاء جنوب السودان.
وجاء في البيان: “ستدعم مبادرة بناء القدرة على التكيف مع المناخ للأطفال والمجتمعات من خلال قطاع التعليم التجريبية، وزارة التعليم العام والتدريب لإصلاح سياسات التعليم، وإعادة بناء المدارس، وتدريب الشباب لحماية عملية التعلم مع تزايد الكوارث المناخية في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف البيان: “من المتوقع أن يستفيد منها على نحو مباشر أكثر من 200 ألف طفل، نصفهم من الفتيات”.
وأضاف البيان أن جنوب السودان هي إحدى أكثر الدول عرضة لتغير المناخ والمخاطر الطبيعية. وتؤدي هذه الظواهر المناخية المتطرفة، التي أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب أزمة المناخ إلى تعطيل التعليم، وتدمير البنية التحتية للمدارس، وتشريد آلاف الأطفال كل عام.
ويتأثر حاليا أكثر من مليون شخص في ست ولايات في جنوب السودان بالفيضانات، بما في ذلك ما يقرب من 355 ألف شخص نزحوا، حيث تمثل ولايتا جونقلي والوحدة ما يقرب من 90% من المتضررين.
وإلى جانب الفيضانات، أجبرت موجات الحر المتتالية المدارس على الإغلاق لأسابيع في السنتين الماضيتين، مما جعل التعلم بعيد المنال عن متناول العديد من الأطفال.
وسيساعد البرنامج الجديد آلاف الأطفال على البقاء في المدارس من خلال تكييف البنية التحتية للمدرسة مع المناخ المتغير، مع تحسينات مثل تهوية أفضل، وتركيب الألواح الشمسية، وحصاد المياه، وتركيب أنظمة المياه والصرف الصحي.
وقالت جوزفين لاقو، نائبة الرئيس لشؤون قطاع الخدمات، إن مشروع المرونة المناخية هو وعد لأطفال جنوب السودان.
وذكرت: “بينما نطلق هذا المشروع، فإننا نراجع مناهجنا وممارساتنا التعليمية؛ يجب أن نضع الأطفال في المركز، ويجب أن تكون العملية شاملة”.
وأضافت: “بما أن مدارسنا تتأثر، وبما أن شعبنا ومجتمعاتنا مشردون، وتعاني فتياتنا الصغيرات أكثر من غيرهن. فلنتذكر أنهن بحاجة إلى حمايتنا من الحكومة والآباء”.
من جانبه، قال الدكتور كيوك أبول كيوك، وزير التعليم العام والتوجيه، إن إطلاق المشروع يشير إلى أن الشركاء أصحاب الرؤى يؤمنون بإمكانات الحكومة.
وقال: “إلى صندوق المناخ الأخضر، والشراكة العالمية للتعليم، وجميع المانحين الداعمين لنا، نتقدم بخالص الشكر. إن تمويلكم المشترك هو أكثر من مجرد دعم مالي؛ إنه استثمار في الاستقرار والفرص، وفي كسر حلقة الضعف الناجم عن المناخ”.
وأكد أن الوزارة تجدد التزامها بضمان أن يتمتع كل طفل، بغض النظر عن تحديات المناخ التي يواجهونها، بالوصول إلى تعليم جيد.
في تلك الأثناء، قالت أقوت ألير، نائب رئيس مجلس الأطفال، إنه يجب السماح لكل طفل بالنهوض من خلال المرونة.
وقالت: “دعوا مشروع المناخ الأخضر لا يبني أصولاً في أرضنا فحسب، بل يبني أيضاً الثقة بقلوبنا، لأنه في يوم من الأيام، سيكون الأطفال هم الواقفون هنا، يطلقون المشروع التالي، ويروون قصصاً جديدة عن الأمل والنجاح والسلام”.
وأضاف: “نحن لسنا صغاراً جداً لكي تكون لدينا أفكار تنموية، ولسنا صغاراً جداً لبناء شيء عظيم لجنوب السودان”.
من جهته، قال كريس نياماندي، المدير القطري لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، إن الفيضانات والجفاف والحرارة الشديدة المتكررة تترك المجتمعات بوقت قصير للتعافي بين الأزمات، مما يؤدي إلى تشريد العائلات وشل الخدمات الحيوية، بما في ذلك التعليم.
وقال: “تهدد أزمة المناخ حق كل طفل في الحصول على تعليم جيد وآمن، والتعليم ليس مجرد تعلم، بل هو أيضاً مسألة بقاء، ومن خلال هذا المشروع، نساعد الأطفال على التعلم والتكيف والقيادة في مناخ متغير”.
وقال ممثل عن صندوق المناخ الأخضر، والشراكة العالمية للتعليم إن آثار تغير المناخ يشعر بها الكثيرون في جنوب السودان، من الفيضانات والجفاف وموجات الحر والنزوح.
وصرح قائلاً: “إنها تعطل الدراسة وتتلف البنية التحتية، وتهدد مستقبل جيل كامل من المتعلمين، وفي كل مرة تتضرر فيها مدرسة بسبب الفيضانات، أو تغلق بسبب موجات الحر الطويلة، وفي كل مرة لا يتمكن فيها معلم أو طالب من الوصول إلى فصله؛ لأن الطريق غمرته المياه، ويتعرض حق الأطفال في التعلم للخطر”.
وأضاف: “لجعل هذه الرؤية حقيقة، يجب علينا أيضاً مواجهة الحقائق، ولا يعتمد نجاح على التمويل الدولي فحسب، بل الأهم من ذلك هو القيادة الوطنية والاستثمار المحلي”.
وقال ممثل اليونسكو إنهم يعملون بالشراكة مع “أنقذوا الأطفال” والمعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو لوضع الأسس للتعليم المرن مناخياً من خلال مبادرة نظام التعليم الذكي مناخياً.
وتابع: “بناءً على هذا التقدم، ستواصل اليونسكو دعمها في إطار برنامج صندوق المناخ الأخضر في جنوب السودان لتعزيز السياسات والتخطيط والمناهج التي تعد المتعلمين لتحديات المناخ”.
وأكد أن لكل طفل الحق في التعلم، بغض النظر عن الأزمة، وبغض النظر عن المناخ.
في كل عام، تعطل الأحداث المناخية تعلم حوالي 40 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، وهو رقم من المرجح أن يرتفع مع زيادة شدة وتواتر الأحداث الجوية. وبشكل عام، من المحتمل أن يؤدي تغير المناخ إلى تشريد أكثر من 143 مليون شخص بحلول عام 2050، مما يعطل تعليم ورفاهية الملايين من الأطفال النفسية.



