في جلسة مغلقة عُقدت يوم الأربعاء، استمعت محكمة خاصة في جوبا تنظر في قضية نائب الأول لرئيس جنوب السودان المُعلَّق الدكتور رياك مشار وسبعة شخصيات معارضة أخرى إلى المحقق الرئيسي وهو يقدم إفادات أربعة من المتهمين.
وعلى الرغم من أن إجراءات الجلسة كانت مفتوحة للصحافة، إلا أن المحكمة منعت التسجيل الصوتي والمرئي لحماية هويات الشهود.
وقرأ اللواء باسيليو توماس واني، المحقق الرئيسي ومدير شرطة ولاية شمال بحر الغزال، إفادات كل من فوت كانق شول (40 عامًا)، وزير البترول المُعلَّق، ومام فال ضور (37 عامًا)، رجل أعمال. وقاتويج لام فوج (66 عامًا)، عضو برلمان ممثل مقاطعة الناصر. والفريق قبريال دوب لام (53 عامًا)، رئيس أركان “الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة”.
اتهامات الخطف والتعذيب
أفاد المحقق واني للمحكمة بأن القضية رقم 1,533 فُتحت ضد المتهمين الثمانية في 20 مارس 2025، من قبل مكتب الأمن الداخلي بجهاز الأمن الوطني. وتشمل التهم الموجهة إليهم، بموجب مواد متعددة من قانون العقوبات لسنة 2008، وتبادل المعلومات الحساسة والتآمر مع ميليشيا “الجيش الأبيض” وقوات أخرى من الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة.
وفي إفادته التي تلاها واني، قال المتهم الأول فوت كانق تشول إنه لعب “دوراً إيجابياً في نزع فتيل التوتر” في مقاطعة الناصر.
وزعم مام فال ضور، في إفادته أنه “خُطف على يد أفراد أمن مدججين بالسلاح” بدلاً من اعتقاله بشكل قانوني. وصرَّح: “عندما طلبت منهم تقديم مذكرة توقيف، رفضوا، وعندئذ أدركت أن المادتين 55 و 54 من قانون جهاز الأمن الوطني تُستخدمان ضدي”. وذكر أيضاً أن حادثة الناصر لم تكن الاشتباك الأول بين “قوات دفاع شعب جنوب السودان” و”الجيش الأبيض”، مشيراً إلى أن الحوادث السابقة حُلَّت ودياً.
وادعى الفريق قبريال دوب لام أنه تعرض للتعذيب والتكبيل بالسلاسل أثناء التحقيق.
خلفية القضية وتأجيل الجلسة
ويرجع القضية إلى اشتباكات دامية وقعت في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل في مارس 2025، والتي تزعم الحكومة أن الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة رياك مشار ضالع فيها. ويواجه المتهمون تهماً تشمل الخيانة العظمى، والجرائم ضد الإنسانية، والقتل الجماعي، والإرهاب، وتدمير الممتلكات.
وطلب الادعاء العام تأجيل الجلسة، مشيراً إلى إرهاق المحقق بعد تقديمه إفادات أربعة من المتهمين. وقرر القاضي جيمس ألالا دينق، تأجيل الجلسة إلى يوم الجمعة الموافق 3 أكتوبر 2025، لتقديم إفادات المتهمين الأربعة المتبقين، بمن فيهم الدكتور رياك مشار.
بعد الانتهاء من قراءة جميع الإفادات يوم الجمعة، سيُمنح الادعاء الفرصة لتقديم أدلته واستجواب المحقق، بعد ذلك، سيشرع فريق الدفاع في استجواب المحقق وفقا للإجراءات القضائية المتبعة.