أطلق برنامج الأغذية العالمي، بالشراكة مع AfriLabs وSeedGrow والحكومة، الدورة الثالثة من “تحدي إغنيت لنظم الغذاء 2025”. يهدف التحدي إلى تحفيز الحلول المحلية المبتكرة لتعزيز الأمن الغذائي في جنوب السودان.
أُعلن عن إطلاق التحدي في جوبا خلال حفل أُقيم يوم الثلاثاء، حيث تم تكريم الفائزين في النسخة السابقة. يُقدم التحدي منحًا تتراوح بين 20 ألف و40 ألف دولار أمريكي للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقدم حلولًا فعّالة لتحويل النظام الغذائي الهش في البلاد.
صرح شون هغوس، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي بالإنابة، قائلًا: “هذه ليست مجرد مسابقة، بل هي منصة لإعادة تصور كيفية إنتاج وتوزيع الغذاء بطريقة مستدامة وشاملة ومرنة. إن حلول تحديات النظام الغذائي في جنوب السودان موجودة بالفعل داخل مجتمعاتنا.”
شهد التحدي هذا العام تقديم 214 طلبًا من جميع أنحاء البلاد، مما يعكس تزايد الإمكانات الريادية المحلية رغم الصعوبات. يُذكر أن جنوب السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يُتوقع أن يعاني أكثر من 7 ملايين شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي خلال العام الجاري.
من بين الفائزين في عام 2024، حصلت ليزا تعبان، المديرة العامة لشركة دريم فارم للأعمال الزراعية، على منحة بقيمة 40 ألف دولار أمريكي لإنشاء أول مفرخة دواجن محلية في البلاد. قالت تعبان: “هذا الدعم سيمكننا من بناء مفرخة وتدريب الشباب والنساء، مما سيقلل من حاجتنا لاستيراد الكتاكيت من أوغندا ويُحسن سبل العيش هنا في الوطن.” وأضافت أن معظم الكتاكيت والبيض المستورد غالبًا ما يصل بحالة سيئة بسبب طول الرحلة وارتفاع التكلفة، بينما سيساعد الإنتاج المحلي في تجنب ارتفاع معدلات النفوق.
يتم دعم البرنامج من قبل وكالة التنمية الدنماركية (Danida) والبنك الألماني للتنمية (KfW)، بدعم فني من AfriLabs وSeedGrow.
أكد بجون نيري، نائب رئيس البعثة في السفارة الألمانية بجنوب السودان، أن توفير بيئة آمنة ومجال مدني قوي ضروريان لازدهار الابتكار.
كما أشار بالوكو دونا، من AfriLabs، إلى أن المسابقة أولت الأولوية للمشاريع التي تقودها النساء، والتي مثلت 45% من الفائزين، إلى جانب التنوع الجغرافي وقابلية التوسع. وأضاف أن أفضل الحلول تأتي من الميدان، وأن رواد الأعمال يحتاجون فقط إلى الاستثمار والإرشاد ونظام داعم.
أشاد وكيل وزارة التجارة والاستثمار، تيتو أوين بول، بالجهود، وحث رواد الأعمال على التواصل مع المؤسسات الرسمية للوصول إلى الأسواق والحصول على الدعم في مجال السياسات.
في ظل ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب والنساء، ترى العديد من الجهات أن البرامج القائمة على الابتكار مثل “تحدي إغنيت” تمثل مسارًا أكثر استدامة نحو تحقيق الأمن الغذائي، وخلق فرص العمل، وبناء القدرة على الصمود.